السفير السابق سيدي محمد ولد حنن يكتب : رهان الرئيس الايفواري علي مأمورية ثالثة محفوف بالمخاظر

وكالة الوئام الوطني للأنباء -  يبدو ان الرئيس الايفواري الحسن واتارا مصر علي الترشح لمأمورية ثالثة يمنعها دستور بلاده.

هذا ويتفق جل المراقبين للحياة السياسية في ساحل العاج علي ان الوضعية التي قد يؤدي اليها هذا الترشح قد تكون مشابهة لوضعية عاشتها جمهورية النيجر سنة ٢٠٠٩ عندما حاول الرئيس الأسبق ممادو تانجا تمديد فترة حكمه بطريقة مخالفة لدستور بلاده وهي المحاولة التي كلفت صاحبها منصبه وسمعته واطيح به في انقلاب عسكري .

والرئيس العاجي يستعد لخوض تجربة محفوفة بالمخاطر والمتمثلة في البحث عن مأمورية ثالثة يمنعها دستور بلاده .ومما لا شك فيه ان التشابه بين الوضعين في كل من النيجر وساحل العاج قائم.

فعندما قرر الرئيس الأسبق للنيجر ممادو تانجا تمديد فترة حكمه بطريقة مخالفة لدستور بلاده كان حلفاؤه هم اول من عارضوا فكرة المأمورية الثالثة.

‎وهكذا بدأت الانشقاقات في معسكر الرئيس نفسه

:

فقد عارض المأمورية الثالثة رئيس الحكومة -والأمين العام لحزب الرئيس الحركة الوطنية من اجل تنمية المجتمع (MNSD-NASSARA )السيد حما أمادو الذي ساهم من قبل بشكل فعال في نجاح الرئيس ممادوتانجا مرتين في الانتخابات سنة ١٩٩٩ و٢٠٠٤

-وعارض أيضا المأمورية الثالثة مهمان عثمان رئيس حزب (CDS-RAHAMA ) و رئيس الجمورية الجمهورية الأسبق الذي كان حليفا للرئيس ممادو تانجا .

-وانسحب من التحالف الرئاسي كل من:

‏(RSD-GASKIYA ) شيفو أمادو رئيس حزب وموموني جرماكوي رئيس حزبANDP)- -ZAMANLAHIYA) ٠

هذا وتشير كل المؤشرات الي تشابه وضعية الرئيس العاجي الحالية ووضعية الرئيس النيجيري الأسبق سنة ٢٠٠٩ .

فواتارا فقد دعم اهم حلفائه السيد قيوم سورو وانسحب من تحالفه رئيس الجمهورية الأسبق هانري كونان بيديي.

كما انسحبت هذه الأحزاب من الائتلاف الرئاسي:

-(PBCI-RDA )

-(UDPCI )

-(MFA )

-(UPCI )

كما قام ممادو تانجا باعتقال حلفائه السابقين بعد ان عارضوا المأمورية الثالثة وهو نفس الشيء الذي قام به الحسن واتارا ضد حلفائه بعد معارضتهم لمشروع مأموريته الثالثة.

ويجمع مراقبو المشهد السياسي في ساحل العاج علي ان مشروع المأمورية الثالثة الذي يتجه اليه واتارا بكل عزم قد يهدد السلم الاجتماعي الهش أصلا حيث ما زال الشعب العاجي يتذكر احداث العنف التي عرفتها البلاد إبان انتخابات ٢٠١٠ علي اثر التنافس الشديد بين واتارا واقبابو.

هذاويلاحظ ان معسكر واتارا نفسه بدا يشهد تصدعات وانشقاقات لشخصيات بارزة .

فقد انشق عن واتارا صديقه لمدة ٤٠ سنة وأعلن عن معارضته للمأمورية الثالثة ويتعلق الأمر بالسيد مارسل امنون فانون والذي ذكر في حديث مع أصدقاء له ان الرئيس الحسن واتارا لم يعد يستمع الا للمنافقين الذين يساندون مأموريته الثالثة دون النظر في عواقب المغامرة.

وهذه هي نفس الوضعية التي كان يعيشها نظام ممادو تانجا سنة ٢٠٠٩ ٠

فقد ذكر آنذاك مبعوثون اجانب وسفراء كانوا يلتقون باشخاص مقربين من ممادو تانجا انهم كانوا يسمعون نفس الكلام ٠ ويضيف بعضهم ان من يعترض علي تمديد فترة حكم الرئيس ممادو تانجا فانه يعرض نفسه للخطر.

ومن اجل ضمان تاييد قادة الجيش للمأمورية الثالثة قام الحسن واتارا بتوزيع مبالغ مالية وفلل حيث يحصل كل جنرال علي ١٠٠مليون افرنك أفريقي وفلا أما الجنود فعليهم الانتظار قد يكون واتارا متأثرا بما فعله من قبل ممادو تانجا مع جنرالات جيشه.

وبنفس الطريقة قام الرئيس الأسبق النيجري بتوزيع مبالغ مالية وفلل علي ضباط الجيش بحيث حصل كل جنرال علي مبلغ ٥٠ مليون افرنك أفريقي وفلا ومع ذالك فان هذا السخاء الذي يشبه الي حد ما الرشوة لم يمنع من قيام انقلاب عسكري ضد الرئيس ممادو تانجا.

هل سيعيد التاريخ نفسه في التجربة العاجية ؟

فالانحرافات السلطوية متشابهة والظروف السياسية تكاد تكون متطابقة.

مازال النيجيريون يتذكرون اليوم الذي قرر فيه الرائد صالو جيبو وضع حد لانحراف السلطة عن المسار الديمقراطي الذي بدا تانجا بتنفيذه ولاحظ النيجيريون أيضا خلو المشهد من أولئك الذين كانوا يطالبون بتمديد مأمورية الرئيس ويتظاهرون من اجل هذا الغرض ولكنهم في ذالك اليوم اختفوا !

يبدو ان الرئيس الحسن واتارا مصر علي المضي قدما في مغامرة البحث عن مأمورية ثالثة محفوفة بالمخاطر حيث يري بعض المراقبين ان التاريخ قد يعيد نقسه والمثال النيجيري ليس ببعيد.

 

الدبلوماسي المحنك و السفير السابق سيدي محمد ولد  حنن

أحد, 04/10/2020 - 21:19