إصلاح قطاع الصحافة,,دعم رسمي، عزز بمسعى "مباشر"، و"توق" لتحقيق الإصلاح المنشود

الوئام الوطني ـ تقارير ـ منذ إعلان رئيس الجمهورية خلال لقائه بالصحافة بداية مارس الماضي أن من ضمن أولويات عمله تحسين واقع الصحافة ومعرفة المشاكل المطروحة أمامهم، بدأت بوادر إصلاح تتشكل في المشهد الصحفي بموريتانيا.

ذات اللقاء أكد فيه الرئيس ولد الغزواني أنه يولي اهتماما كبيرا للإعلام ، مضيفا أنه يعول كثيرا على الأوجه الإعلامية التي حضرت حينها في تطوير الإعلام الوطني والنهوض به بما يخدم واقع البلد ومستقبله.
وأشار إلى إن إصلاح الإعلام مسؤولية مشتركة بين الدولة و الصحفيين أنفسهم وعلى الجميع الاضطلاع بمسؤولياته في هذا الصدد.

بداية مؤشر الإصلاح

وفي يوليو المنصرم أعلنت رئاسة الجمهورية عن تشكيل لجنة عليا لإصلاح قطاع الصحافة في موريتانيا، أوكلت لها مهمة تشخيص واقع الحقل، وضمت اللجنة ممثلين عن الهيئات الصحفية ويرأسها وزير الإعلام السابق محمد محمود ودادي.

هذه التطورات  أعقبتها تحركات قامت بها السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية برئاسة النقيب السابق للصحفيين الدكتور الحسين ولد مدُو حيث ألتقت بكافة الهيئات الصحفية، وخرجت بتوصيات جراء عملية تشاور شامل.

وأعلنت الهابا مؤخرا خلال مؤتمر صحفي نتائج مشاورتها مع الصحافة ومختلف الشركاء، وبدأت في عملية مسح شامل اطلقتها اليوم الجمعة.

كيف يرى الصحفيون مساعي إصلاح المهنة

ويعتقد الصحفي الشيخ المامي وفقا لما صرح به للوئام "أن ما تقوم به السلطات الآن من أخذ لإصلاح القطاع الصحفي محمل الجد، ويتجسد في تشكيل اللجنة العليا لإصلاح الصحافة، فضلا عن ما أعلنت عنه الهابا قبل أيام جاء طبقا لتوجه رسمي وتلبية لنداءات كثيرة، بتنقية الحقل الصحفي عموما من أشباه الصحافة وأدعيائها.

ويرى أن الاستمرارية في هذا الاتجاه أمر مفروغ منه نظرا لأن النداءات جاءت من الحقل نفسه، هذا فضلا عن الرغبة والوعود التي اطلقها الرئيس".

إلا أن بعض الصحفيين لا يبدو "متفائلا" بخصوص عملية الإصلاح هذه، وما واكبها من إجراءات يقول الصحفي عبد الله العتيق في تصريح للوئام "في الحقيقة لايمكن أن أجزم بجدوائية مثل هذه الحملات والشعارات الداعية لإصلاح قطاع الصحافة في البلاد ، فنحن في هذه اللحظة لدينا مخرجات أيام تشاورية لإصلاح القطاع موجودة في دواليب الوزارة الأولى والقطاع الوصي ونتائج لقاءات بتوحيد الجسم الصحفي إلخ..

فالأسباب التي جعلت هذه المخرجات لاتطبق على أرض الواقع أسباب غير معروفة.

الآن وبعد سنوات من الموت السريري الذي عاشه القطاع بصورة عامة وتوقف صدور الصحافة المكتوبة ، بدأ القطاع يشهد نوع التحسن وعودة الصحف الورقية للمشهد بفضل الدعم الذي تشهده في ظل النظام الحالي.

وهذا ماجعلنا كصحافة نعلق آمالا كبيرة على الخطوات التي بدأ اتخاذها خصوصا إنشاء اللجنة العليا لإصلاح الصحافة والمسح الشامل للمؤسسسات الإعلامية الذي أعلنت عنه السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية ، من أجل تنقية الحقل ووضع ضوابط جديدة لتنظيمه ووقف فوضى الانتشار الواسع للإعلام الكتروني.

كما نأمل أن يتم وضع دفاتر شروط جديدة تفرض على المؤسسات عقود العمل ،وتأمين الصحفيين وحمايتهم، مع ضرورة إنشاء معهد أو كلية للإعلام وتنظيم الهيئات النقابية .

وأخيرا أذكر المهتمين بإصلاح هذا القطاع الهام الذي يمثل شبه سلطة رقابية وأداة مهمة لتوعية المجتمع والنهوض به أن وحدها وسائل الإعلام التي قطعت أشواطاً من السباق في التحصيل المهني وأنشأت أجيالا من الإعلاميين المحترفين والمؤهلين على قيم مهنية عالية هي القادرة على التنظيم الذاتي ولا يمكن أن تتصور في أي بلد من العالم جماعات أتت بها الصدفة أو بفعل المصالح الريعية والعلاقات الزبونية الطارئة ولا تملك التأهيل أن تقوم بمهمة التنظيم الذاتي.

وتقول الصحفية الشابة صفية السماني "لا أعتقد أن الحقل الصحفي سيشهد الإصلاح بعد هذه الفوضى العارمة ولكن اتمنى ان يتحسن ويتطور لأن الجسم الصحفي  في الحقيقة متعب.

وتضيف "في غياب التكوينات لا أظن أن هناك بوادر إصلاح أو رهان على ذلك".

مستقبل غامض، وتفاءل محفوف

آراء متعددة وإن كانت تجمع على ضرورة الدخول في عملية تنقية وإصلاح يعلق عليها الصحفي العامل قبل المؤسسة والشارع آمالا كبيرة لكي تضمن عودة القيمة لمهنته التي شوهتها أيادي بعضها علني والبعض الأخر خفي.

في الوقت الذي ينتظر الصحافة في البلد ما ستؤول له كل هذه التطورات.

أحد, 11/10/2020 - 11:44