الشيخ الأستاذ المصطفى ولد أكليب: فيلسوف يستحق التدريس فى الجامعة

الشيخ الأستاذ المصطفى ولد أكليب، فيلسوف يستحق التدريس فى الجامعة
لوكنا فى بلد يحترم الرواد والأكفاء والأذكياء، ولا يكتفى بحفظ متون الفلسفة ورموزها ، بل يقدم النقد والتحليل  والتقويم لهذه المنظمومة الفلسفية والفكرية بصورة عامة، ولا يكتفى الأستاذ المصطفى بمعرفته وذاكرته فقط ، بل يعد ويحضر للدروس والمحاضرات والندوات ولا يترك شيئا للمصادفة، أذكر وقد صحبته سنوات فى مركز عائشة للتعليم ونادى مصعب بن عمير وفى مسجد ولد أمحود( يسمى جامع مصعب بن عمير) أنه يحضر جيد ا للدرس أوالمناظرة ويقيم ما بشبه غرفة عمليات للدرس فيجمع كل ما يمت لها ويعكف عليه ويخرج منه الدرر.
أعتكف الأستاذ المصطفى يقرأ الفقه والتفسير أشهرا ،وأصبح يقدم الدروس فى المسجد ، أذكر من طرائف دروسه، أ، أحد الشباب بعد صلاة المغرب صعد المنبر وأعلن عن درس فى الفقه مع الأستاذ المصطفى ولد أكليب، وكان يجلس إلى جانبى شيخ من مجموعة الزواياوكان يستمع للشاب ، ويستعد للخروج ،فلفت الاسم انتباه(أكليب) فجلس يستمع الذكر والدرس الذى أفاد وأجاد فيه الشيخ المصطفى، فأخذ نعله قبل نهاية الدرس وهو يقول (ماشاء الله، هذا ماهو أكليبنا الذى نعرف).
لا تقتصرمعارف الشيخ المصطفى على الفلسفة والفكر الاسلامي فقط، بل يمتاح من اللغة العربية أدبا ونحوا وصرفا وبلاغة، ويلم بتيارات النقد الأدبي القديم والحديث، وأسأل  تلاميذته يوم كان يدرس اللغة العربية بثانوية تيارت، حفظه الله.
الأستاذ المصطفى كاتب لا يشف له غبار، عرفته جرائد : المرصد والسماحة والراية االذائعة الانتشار، وكان يكتب عمودا أسبوعيا ، إلى جانب كاتب هذه السطور، وكان هذا العمود محل تجاوب ومتابعة وقبول من الجميع. يتميز الأستاذ المصطفى بأنه جمع بين القلم واللسان، وهذه نادرة ، فكما يكتب الدررمن الكلم، يتحدث بطلاقة وسلاسة وعقلانية ولغة سهلة جزلة بسيطة يعرفها العامة والخاصة على السواء، ويشهد عى ذلك طلابه وتلاميذته من كل حدب.
الأستاذ المصطفى رجل فكر وثقافة وحامل دعوة، يمزج كل ذلك فى قالب من الطرافة لاحد له ،مع فطنة وكياسة وذكاء لماح، فهو ثروة وطنية ، تضاهي الجابري المغربي، وعالى الوردي العراقي، وعلى شريعتى الفارسي، وجمال حمدان المصري، يحاذيهم ويتفوق عليهم فى الكثير من الملكات والقدرات، لو أتيحت للأستاذ المصطفى فرصة إتقان لغة أجنبية ودرس الفلسفة من أصولها ( فرنسية وانجليزية والمانية) لكان له شأن فى العالم ، ولتشرفت به الأكاديميات العلمية ومجمعات الخالدين.
اقترح اختياره شخصية وطنية تربوية وثقافية ، وتكريمه معنويا وماديا ، وتفرغه للبحث العلمي، مع ما يتطلبه ذلك من مستلزمات تناسب عمره وصحته ، فذلك قليل من مما يستحق، وذلك أضعف الايمان.....
وأعتقد أن طلابه وتلاميذته أولى بذلك وأحق وأجدر، أما نحن فتحول المقولة الشائعة بيننا وبين انصافه، لأن المعاصرة تمنع المناصرة.
والعرب لايكرمون روادهم ولا يحفلون بعباقرتهم ، إلا بعد الموت.إن فعلوا، وقليل ماهم.

الإعلامي والأستاذ: عبد الله ولد ميًارة
واستغفر الله لى ولكم.......

اثنين, 12/10/2020 - 23:11