عندما تأتي إلى مشروع الشيخ عمر سي لبيع قنينات لبلاستيك، قرب مبنى الهلال الأحمر بالعاصمة نواكشوط، تحسبه مكبا للنفايات، لكن سرعان ما تكتشف أنه باب رزق فتحه الله لما يربو على 80 شخصا يعيل بعضهم أكثر من أسرة.
فى هذا المكان يبيع الشيخ عمر القنينات الفارغة على أشكالها المتعددة، ولا يبدي الشيخ عمر أي اعتراض على تزويد زبنائه بحاجتهم من القنينات مهما كان المبلغ الذي يدفعونه زهيدا، فمقابل 10 أواق فقط ينال الزبون الدائم 40 قنينة.
رواد المشروع لم يقتصروا على الزبناء فقط، بل إن البعض يحضر مواد مختلفة ومشروبات معبأة داخل القنينات التي تم شراؤها من ورشة الشيخ عمر، حيث تلقى تلك المشروبات إقبالا كبيرا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ويقول الشيخ عمر سي، في تصريح لوكالة الوئام، إنه يبيع كميات كبيرة لشركات لبلاستيك في نواكشوط، خاصة شركتا الصين والمغرب العاملتين في مجال إعادة تدوير المواد لبلاستيكية.
وأضاف الشيخ عمر إن هناك عشرات الأشخاص الذين دخلوا في هذه المهنة واقتنعوا بها كمصدر دخل يغنيهم عن التسول والتلصص، مؤكدا أنهم يحتاحون لعناية خاصة من طرف السلطات العمومية حتى يشعروا بأهمية المواطنة، وقال: "نشعر بأننا أجانب في وطننا".
وسخر الشيخ عمر من اتهام العاملين في المجال بتعريض أنفسهم للميكروبات أثناء تفتيشهم عن المواد لبلاستيكية في القمامة، مؤكدا أن دخلهم اليومي يوفر لهم عائدات ينفقون منها على أسرهم دون الحاجة لمساعدة الغير.
وأكد أنه هو شخصيا يعيل أسرتين من عائدات عمله في هذا المجال، مشيرا إلى أنه لا يشعر بأن أحدا أفضل منه حالا.
تقرير/ جمال أباه