الوئام الوطني ـ أشرف رئيس الجمهورية محمد ولد الغزواني صباح اليوم على فعاليات حفل تسليم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم.
وستلم الجوائز اليوم للجوائز المتفوقين في المسابقات الوطنية أوليمبياد ورالي العلوم.
وتم تنظيم المسابقة عبر مراحل، وتحت إشراف مجلس علمي مكون من خبراء وأساتذة علميين وفق ما أكده وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح محمد ماء العينين ولد أييه
حضر فعاليات حفل التسليم اعضاء الحكومة ونواب برلمانيون وسفراء وشخصيات وطنية وذووا التلاميذ المشاركين في المسابقة.
وفيما يلي نص خطاب وزير التهذيب :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
فخامة رئيس الجمهورية
معالي الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيد رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية
معالي الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية
معالي الوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية
أصحاب المعالي أعضاء الحكومة
أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي والهيئات والمنظمات المعتمدة
السيد والي ولاية انواكشوط الغربية
السيدة رئيسة المجلس الجهوي لانواكشوط
أيها السادة والسيدات
يسعدني أن أرحب بكم في هذا الحفل التربوي البهيج: حفلِ تسليم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم للفائزين بمسابقة رالي وأوليمبياد العلوم خلال السنة الدراسية 2019-2020، وأن أشاطركم مشاعر الفرح بإدراك ناشئتنا لدور العلم في بناء أمة مرصوصة قادرة على مواجهة تحديات العصر، وتحقيق الأهداف الكبرى لتنمية رأس المال البشري بإضافة شحنة علمية لمنظومتنا التربوية، وتنمية الذوق العلمي وتشجيع ثقافة التنافس الإيجابي وتحفيز التلاميذ على التطلع لآفاق علمية أرحب.
إن مقتضيات وخصوصيات عصر الرقمنة والتكنولوجيا تتطلب منا بناء عقول متسلحة بالتفكير والمعارف العلمية واكتشاف وتحفيز الموهوبين وتوطينهم على التفكير المنطقي السليم والعمل الجماعي والأخذ بزمام المبادرة في جو من التآخي والتشاور البناء.
وفي هذا الإطار فقد تم تنظيم هذه المسابقة، عبر مراحل، تحت إشراف مجلس علمي مكون من خبراء وأساتذة علميين، حيث شاركت في المرحلة الأولى من الأوليمبياد 5303 تلاميذ، وفي المرحلة الثانية 1258 تلميذا وتأهل للدور الأخير 474 تلميذا، وسينال الجائزة 12 تلميذا يمثلون الثلاثة الأوائل في كل من الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية بالنسبة لتلاميذ الباكالويا، إضافة إلى الثلاثة الأوائل في مادة الرياضيات في السنة الرابعة.
أما مسابقة الرالي فقد شارك فيها 2945 تلميذا في المرحلة الأولى، و135 تلميذا في المرحلة الثانية تجاوز منهم 36 تلميذا في المرحلة الأخيرة وسينال الجائزة 27 تلميذا أي 9 فرق تمثل الفرق الثلاث الأولى المتفوقة في كل مستوى من المستويات المشاركة.
فخامة رئيس الجمهورية
أيها السادة والسيدات
رغم خصوصية الظرف وإرباك وباء كورونا لمختلف السياسات التربوية العالمية، فإن تنظيمنا اليوم لحفل تسليم جائزة رئيس الجمهورية للعلوم بعد اكتمال أهم مراحل الامتحانات الوطنية، يستدعي منا التفكير مليا في تلمس معالم طريق إرساء قواعد المدرسة التي نحلم بها جميعا، وتوفير فرصة لنمو طاقات وتفتق مواهب كل طفل موريتاني، لتأمين حياته الشخصية والمهنية، طبقا لقدراته الذاتية واختياره، في جو تعليمي هادئ تطبعه القيم النبيلة المستمدة من ديننا الحنيف وثقافتنا العربية الإفريقية الأصيلة؛ مدرسة تجمع بين مقتضيات الأصالة ومتطلبات العصرنة، وتشكل بوتقة للمساواة والتلاحم الاجتماعي.
ولذا رسم القطاع خارطة طريق الإصلاح المنشود من خلال التركيز على نجاح التلميذ والاعتماد على دور المدرس في هذه العملية التي تستوجب تضافر جهود الفاعلين والقوى الحية ومساهمة آباء التلاميذ والمنتخبين والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف المأمولة.
وإيذانا بالشروع في الإصلاح الذي تعهدت به الحكومة. واستباقا لاكتمال مساره التشاوري الشامل، وتوخيا لتقديم الخدمة التربوية الجيدة، فقد اتخذت الوزارة جملة من الإجراءات، نذكر منها:
- إكمال العام الدراسي وإجراء الامتحانات الوطنية في جو مرضي رغم الإكراهات الصحية والمناخية؛
- التحضير لإطلاق العام الدراسي المقبل في ظروف تضمن أن يشكل اللبنة الأساسية للإصلاح المنشود من حيث تحسينُ ظروف التدريس والعناية بالمدرس والرفع من مستوى التحصيل لدى التلاميذ؛
- التحضير لإطلاق المسار التشاوري الذي سيفضي إلى رسم معالم المدرسة الجمهورية التي نصبو إليها وسبل السعي لتجسيدها على أرض الواقع.
فخامة رئيس الجمهورية
أبنائي التلاميذ
زملائي المدرسين
إخوتي وأخواتي أولياء أمور التلاميذ
إن الدور المنوط بنا في بناء البلد أمانة نشفق منها جميعا، لكن تألق أبنائنا التلاميذ في هذه المسابقة يطمئننا على أن وطننا يخطو خطوات واثقة على درب التقدم العلمي والمهني. وما كان لنا أن نحقق ذلك لولا جهود زملائي المدرسين والمؤطرين وآباء التلاميذ الذين أعطوا أروع مثال على الكفاءة والجدية والإخلاص وإماطة عقبات التحصيل العلمي أمام ناشئتنا ليشقوا طريقهم في فضاءات التألق والإبداع.
فخامة رئيس الجمهورية
سادتي، سيداتي
اسمحوا لي في الختام أن أتقدم بخالص التهانئ للفائزين بهذه المسابقة، وأتمنى التوفيق والتفوق لمن لم يحالفهم الحظ في هذه النسخة آملا أن يعيدوا الكرة ويسيروا على درب التنافس البناء.
واسمحوا لي أيضا أن أثمن الجهود الكبيرة للجنة العلمية وللمشرفين على هذه المسابقة وأن أشكرهم عليها جزيل الشكر.