الوئام الوطني ـ قال رئيس حزب الصواب الدكتور عبد السلام ولد حرمة ان المرحلة الراهنة وما تتميز به من دقة تجعلهم في الحزب اكثر حرصا من اَي وقت مضى على مضاعفة الجهود للمساهمة مع "ألشركاء" في الساحة الوطنية بغض النظر عن تموقعهم في الخريطة السياسية والحزبية لوضع حد للسياسات العمومية السابقة التي أثخنت الدولة وهددت المجتمع وكرّست الفساد وفشل الادارة وغياب العدالة وإضاعة فرص التحول الديمقراطي القليلة التي اتيحت لبلادنا .
جاء ذلك خلال خطاب ولد حرمه في حفل اقيم لانطلاق حملة الانتساب طالب فيه ولد حرمه ببناء تحالفات قادرة على الدفع بالاصلاحات السياسية التي تنشدها المعارضة منذ عقود بعد ان عبر النظام عن رغبته في القيام بها والبحث عن الإطار المناسب لنقاشها، وفق رؤية موضوعية تشعر بإلحاح مطلب الاصلاح واستعجاله واستثمار نافذة الامل الوطني المرجو من هذه اللحظة وملامحها العامة
كلمة رئيس حزب الصواب، د/ عبد السلام ولد حرمة في لقاء الافتتاح لحملة انتساب المؤتمر الثالث
بِسْم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبيه الكريم
أيها المناضلون إيتها المناضلات،
أشكر لكم هذا الحضور الكريم في ظرف ومناخ تصعب فيهما الحركة ويكثر انشغال الأسر وواجبات الموظفين، وهو دليل قوي تقدمونه على ارتباطكم النضالي بهذا المشروع السياسي واستعدادكم الدائم للتضحية من أجله، ومن أجل رسالته المتمثّلة في تكوين وتأطير الموريتانيين وتعزيز انخراطهم في الحياة السياسية وتدبير السأن العام، والوصول الى الأهداف السامية التي نتقاسمها منذ تاسيسه الحزب ويبذل كل منا مبلغ جهده لتحقيقها بما يزيد من تقدم و عزة ورفعة بلادنا .
الحضور الكريم
تأسس حزب الصواب حاملا معه مشروعا سياسيا طموحا يسعى الى الحفاظ على هوية شعبنا وبلدنا في مواجهة المحاولات المتواصلة لطمسها والمساس بمرتكزات وحدتنا الوطنية وبث الفرقة بين مكونات المجتمع والتمكين لاستمرارية المشروع الاستعماري وسلبنا مقومات الاستقلال والسيادة التي ضحى الآباء وبناة الدولة الموريتانية الحديثة من اجل تحقيقها و دفعوا دماءهم الزكية وقدموا تضحياتهم الجسام لذلك الهدف الكبير .
وقد أنتج نهج المناوئين لتحقيق السيادة الكاملة طيلة العقود الاخيرة تهديدا جديا لمشروع دولتنا الحديثة ولحمتنا الوطنية وسلمنا الأهلي وتعايش مجتمعنا ، وساهم في تكريس فشل السياسات التنموية وخلق باستمرار ازمةً بنيوية للدولة والمجتمع وضيع كثيرا من فرص التحاقنا بالعصر وقيمه الإيجابية وتكوين مواطنين يشعرون بانتمائهم الجامع ويواجهون تحديات التنمية وتكوين الاطر المختلفة القادرة على المنافسة وإنتاج الثروة الكبيرة ووضعها في خدمة حاجات المواطن الاساسية ورفاهيته وتعزيز انتمائه لوطن يحميه ويوفر له الامن والملاذ .
ان الفشل التنموي والاجتماعي الذي أوجده التدبير السيئ للنخب الحاكمة في الفترات السابقة يفرض التفكير الملح في بناء مشروع سياسي ذي أهداف سياسية راهنة وتطلعات استراتيجية كبيرة بحجم التحديات التي تواجهنا وتواجه مستقبل اجيالنا، وتعتمد احترام هويته الطبيعية وتحصين المكاسب الديمقراطية واحترام الانسان وحقوقه والتقنين الجيد والانضباط والتأهيل الاخلاقي والمهني للمعنيين بتسيير الشأن العام، وهو ما نسعى الْيَوْم في حزب الصواب من أجل المساهمة فيه من خلال مقترحات ملامحها الاساسية من :
أولا : تحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على الحرية والمساواة والقضاء على كل أشكال الرّق والتمييز والمظالم الاجتماعية المختلفة وبناء وحدة وطنية فعلية قائمة على الروابط التاريخية والمصالح المشتركة لفئات مجتمعنا تحترم التنوع والأختلاف دون المساس بالهوية الجامعة لمكوناته، وفرض عدالة تمنع ان تكون القوانين اداة للتسلط بيد اصحاب النفوذ، ودوائر الفساد والاحتكار.
ثانيا: تنمية حقيقية متوازنة تعتمد تفعيل الانتاج والاستغلال الرشيد للثروة الوطنية والتوزيع العادل لها بِما يقضي على الفقر والتهميش والغبن خصوصا الجانب المتعلق بمخلفات الرّق والتمييز الطبقي.
لا يمكن الحديث عن هذه الأوراش الكبرى الا بعد بناء وتحقيق نظام ديمقراطي تعددي يحفظ جميع الحريات الفردية والجماعية ويصون حقوق الانسان ويكرس مبدأ التداول السلمي على السلطة و احترام الإرادة الشعبية المعبر عنها في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة بعيدة من التي ندور في إخفاقاتها الكارثية ويتنامى حجم الاستياء منها .
أيها المناضلون
إيتها المناضلات
ناضل حزب الصواب خلال السنوات الماضية ودافع بقوة من اجل تحقيق هذه المبادئ والقيم وسعى جاهدا مع كل شركائه السياسيين في مراحل حرجة كثيرة لتتجنب موريتانيا منزلقات خطيرة اقتربت منها، في ظل غياب واضح ومستمر لارادة حقيقة لدى الحاكمين في الشروع في الإصلاحات السياسية المطلوبة بإلحاح لبناء ديمقراطي سليم وبيئة ملائمة للقطيعة مع عهود الاستثناء وسنوات الجمر والرصاص وإغلاق المجال السياسي وتشويه وهدم ركائزه التي هي الأحزاب والمنظمات واصحاب المشاريع الفكرية والثقافية والاجتماعية الجادة، وذلك ما جعلنا نمد اليد دائما لكل الأيادي الممدودة من اية سلطة عبرت ولو نظريا عن استعدادها لمعالجة هذه التحديات بالحوار والتشاور حتى ولو كان ذلك على حساب مصالح حزبنا الخاصة، وهو ما جعلنا ايضا نزداد قناعة بوجوب التقارب بين مختلف مكونات قطب المعارضة السياسية شعورا منا باهمية خلق اقطاب وطنية تدفع الى الاصلاح وتسعى لفرضه بالوسائل السياسية، بعيدا من ثقافة التنافر والاستقطاب والتباعد العدمية، سواء فيما بين المعارضة نفسها او بين المعارضة والسلطة، ونفخر في حزب الصواب اننا حققنا في هذا التوجه تجربة غنية ومفيدة وذات ابعاد وطنية كبيرة نعتز بها وبنتائجها ونسعى لتطويرها وانفتاحها على أفق أوسع بكل الصيغ الممكنة والمناسبة لجميع اطرافها .
أبها الحضور
ان المرحلة الراهنة وما تتميز به من دقة تجعلنا اكثر حرصا من اَي وقت مضى على مضاعفة الجهود للمساهمة مع شركائنا في الساحة الوطنية بغض النظر عن تموقعهم في الخريطة السياسية والحزبية لوضع حد للسياسات العمومية السابقة التي أثخنت الدولة وهددت المجتمع وكرّست الفساد وفشل الادارة وغياب العدالة وإضاعت فرص التحول الديمقراطي القليلة التي اتيحت لبلادنا وإننا في هذا الصدد نطالب:
ببناء تحالفات قادرة على الدفع بالاصلاحات السياسية التي تنشدها المعارضة منذ عقود بعد ان عبر النظام عن رغبته في القيام بها والبحث عن الإطار المناسب لنقاشها، وفق رؤية موضوعية تشعر بإلحاح مطلب الاصلاح واستعجاله واستثمار نافذة الامل الوطني المرجو من هذه اللحظة وملامحها العامة قبل تسلل الاحباط الى النفوس وخيبة الامل لا قدر الله.
اما على المستوى الداخلي للحزب فالعمل الان مكرس برمته في بناء هيئاته وقواعده والتعبئة الشاملة لحملة الانتساب الممهدة للمؤتمر الثالث الذي تاخر لأسباب كثيرة من أهمها طبيعة المرحلة الوطنية في السنوات الثلاث الاخيرة واستحقاقاتها المتتالية ومناخها السياسي المضطرب .
إن حزب الصواب يمد يده في هذه الحملة الوطنية لكل الموريتانيين داعيا بقوة للالتحاق به والتعرف على مشروعه السياسي والتسجيل في لوائحه المعدة لهذا الغرض وهو التحاق سيضمن لمن اختاروه :
الاستفادة من التأطير و التكوين السياسي للنهوض بالمهام الموكلة اليهم والحصول عبر الأجهزة المخولة على حق المشاركة في النقاشات و المقاربات
الحزبية المرتبطة بالسياسية الوطنية العامة او المتعلقة بالحياة الداخلية، كما سيضمن لهم حرية التعبير والنقد وإبداء الرأي شفويا وكتابيا حول الحزب وقراراته ومواقفه والترشح داخل كل اجهزته وفق نظامه ولوائحه الداخلية ويضمن لهم الحق في تحمل جميع المسؤوليات داخل أجهزته التنظيمية وحق الترشح باسمه في جميع العمليات الانتخابية الوطنية، والحق في رفد وإغناء منظومته بما لديهم من رؤى ستساهم لا محالة في جعله قوة تأطير سياسي فاعل وقوة تكوين فكري وأيديولوجي صلب وقوة اقتراح وتوجيه للرأي العام وقوة اقتراع انتخابي تزيد من فرص وصوله لمختلف الهيئات والمناصب الانتخابية في البلاد .
أتمنى للمشرفين على حملة انتساب المؤتمر الثالث للحزب كل التوفيق ونأمل ان يحققوا في أسرع الآجال ما ينتطر منهم وهو تنظيم حملة واسعة لمؤتمر حزبي تعقد عليه الآمال العريضة في تصحيح ونقد الاختلالات ومساءلة التجربة وفرزها، ومواصلة مشوار سياسي وحزبي وجد للمساهمة بقوة في نهضة موريتانيا ويقظة شعبها وتحقيق أمنه الروحي والمادي وممارسة دورها الإقليمي والإنساني النبيل .