موسم التهافت

 

أستغرب جدا وجادا تهافت التواصليين في الدفاع عن لغة المستعمر السابق تحت قبة البرلمان الموريتاني، ومحاولة تصوير الوقائع وتحميلها أكثر مما تتحمل.
ومع أني لاأرتبط بأي صلة معرفة شخصية به ؛ النائب المحترم محمد بوي لم يزد على أن حض على احترام الدستور الموريتاني والقيم المتعارف عليها في أعرق الديمقراطيات ، وأرقى شعوب العالم ولا يجوز أن نكون نشازا عن بقية شعوب العالم.
أن يطلب نائب من وزير  أو العكس الحديث باللغة الرسمية للبلد أو لغاته الوطنية المكرسة في الدستور تحت قبة البرلمان فهذا عين الصواب ، ومن المفروض أن يكون تحصيل حاصل لاجدال فيه ولا مراء.
إن محاولة تواصل اللادستورية -وليس لوحده بكل أسف- قلب الحقائق ، ومحاولة خطب ود فئات محددة من المواطنين على حساب دستور البلاد وقيمه هي ابراغماتية فجة وسقوط مدو لحزب كان الأولى به بدل التصوف في حب لغة المستعمر التي لاوجود لها في الدستور الموريتاني  أن يتصوف في حب لغة الضاد ؛ اللغة الرسمية للبلد.
إن قضايا الوطن الوجودية والمصيرية لاتحل بالمجاملات ولا التسويف ، التنازل عن لغتنا الرسمية لصالح لغة المستعمر يصب في مصلحة من؟ 
إن أشقاءنا الزنوج كانوا حتى الأمس القريب يكتبون لهجاتهم بالخط العربي، وكانوا ومازالوا وسيبقون حملة قرآن وأهل علم وفهم بالدين ولسان العرب، وليس من مصلحتهم التنازل عن اللغة الرسمية ولغاتنا الوطنية لصالح لغة استعمار قاوموه بدمائهم وكانوا مستعصين في وجهه على الترويض.
إننا نعارض اللغة الفرنسية في إدارتنا ليس من باب النصرة فحسب وإن كانت النصرة تستحق أكثر، بل من باب احترام الدستور والتاريخ والوجدان والذات الوطنية.
تحية من القلب للنائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل الذي تأسى بأجداده في كره المستعمر وتقديس المقدسات وحب الدين ولغته الأولى؛ اللغة العربية لغة القرآن وأهل الجنة ، وألف عتب على من يعارضون ترسيم لغتنا الرسمية في الإدارة والمنابر.

                     محمد محمود إسلم عبد الله

ثلاثاء, 10/11/2020 - 11:53