كتبت مجلة "لا تريبون أفريك"، أمس الثلاثاء، أن العاهل المغربي، الملك محمد السادس، "أضحى" يضع الصحراء في قلب النموذج التنموي، مع رغبته في تحويل جنوب البلاد إلى "محرك للتنمية الإقليمية والقارية"، وذلك من خلال تثمين واجهتها الساحلية الأطلسية.
وأكدت المجلة الشهرية التي تعنى بالخبر الإفريقي في مقال بعنوان "الصحراء..(الاقتصاد الأزرق) في قلب رؤية الملك محمد السادس "، أن خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، يجسد "حجم الطموح المغربي".
وأكدت وكالة المغرب العربي للأنباء، التي أوردت الخبر، أن وسيلة الإعلام الفرنسية ذكرت أنه "في قلب الرؤية المغربية، يأتي تطوير اقتصاد بحري حقيقي ليدعم المشاريع الكبرى المهيكلة التي تنفذ منذ بضع سنوات في جنوب البلاد قصد النهوض بإمكانيات الصحراء"، مشيرة على الخصوص إلى المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون، وكلية الطب، ومدينة المهن والكفاءات بالمدينة، أو مشروع الطريق السريع الرابط بين تيزنيت والداخلة.
وأشارت المجلة إلى أنه "تم دمج نحو مائة مشروع وازن في مشروع قانون المالية للعام 2021، الذي تم عرضه في أكتوبر الماضي".
هكذا -تضيف المجلة- ومن خلال ميناء الداخلة الأطلسي المستقبلي، "المشروع الكبير الآخر الذي يجري تنفيذه في جنوب البلاد"، تهدف المملكة إلى "إعادة" "قصة نجاح" ميناء طنجة المتوسط، أول ميناء في إفريقيا الذي سمي مؤخرا بثاني منطقة اقتصادية عالمية، مؤكدة أنه علاوة على تعزيز الصيد البحري، النشاط الاقتصادي الرئيسي في المنطقة، "تشمل خارطة الطريق التي وضعها جلالة الملك مبادئ الاقتصاد الأزرق، لدعم تنمية المنطقة من خلال الاستثمار في تحلية مياه البحر والطاقات المتجددة من أصل ريحي وهيدروليكي".
وأبرزت "لا تريبون أفريك" أن الرافعة الإستراتيجية الأخرى، تتمثل في طموح جلالة الملك إلى تطوير السياحة في الجهة، عبر منح زخم جديد لـ "المخطط الأزرق" قصد "جعل الصحراء وجهة سياحية ساحلية حقيقية"، مشيرة إلى أن المخطط، المحدث بهدف مبدئي يتمثل في بلوغ 10 ملايين سائح سنة 2010، يروم إحداث ست محطات سياحية ساحلية تحترم البيئة، من بينها "كلميم الشاطئ الأبيض" وأخرى بمدينة الداخلة.
كما اهتمت "لا تريبيون أفريك" بافتتاح قنصليات 16 دولة بمدينتي العيون والداخلة، وبالعديد من مظاهر التقدم المحرزة خلال السنوات الأخيرة في قضية الصحراء.
وخلصت وسيلة الإعلام الفرنسية إلى أنه "بالنسبة للمغرب، من خلال الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي تتم مباشرتها على الساحة الدولية، تستمر دينامية السيادة الترابية التي تجسدها المسيرة الخضراء".