أكد المحلل السياسي والخبير في العلاقات الموريتانية الامريكية، المختار ولد الشين، أن غالبية الامريكيين من أصل موريتاني لعبوا دورا مهما وحاسما لصالح المرشح الديمقراطي الفائز بالرئاسة الأمريكية جو بايدن.
وأضاف ولد الشين، خلال مداخلة له في نشرة لقناة الساحل الخاصة، إن هنالك أفرادا من جاليتنا في الولايات المتحدة كانوا نشطين في حملة الرئيس الحالي دونالد ترمب.
وأوضح أن الامريكيين من أصل موريتاني يبلغ عددهم حوالي 25 ألف شخص، مشيرا إلى أن نصفهم نال الجنسية الامريكية خلال الفترة الأخيرة.
ونبه ولد الشين إلى أن ما يربو على 10 آلاف أمريكي موريتانيا يتوزعون على ولايات مهمة في المعيار الانتخابي، مثل أوهايو ونيويورك وفيرجينيا وضواحي واشنطن DC.
وقال إن تأثير الجالية الموريتانية الحاصلة على الجنسية الأمريكية يأخد كافة أشكال التأثير في نتائج العملية الانتخابية من تعبئة ودعم المادي وتصويت، مؤكدا أن الجالية الموريتانية، كغيرها من الجاليات المهاجرة، تميل إلى الحزب الديمقراطي وإلى الرئيس المنتخب بعد فوزه في ولايات بنسلفينيا ونيفادا وأريزونا.
وتوقع ولد الشين أن تستفيد الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة من سياسة الديمقراطيين وبايدن ونائبته هاريس المنفتحة والداعمة للأقليات والمسلمين الأمريكان، مضيفا أن ذلك ما سيكون له الأثر الإيجابي، خاصة وأنها المرة الأولى في الولايات المتحدة التي يتم فيها انتخاب سيدة في منصب نائب الرئيس من أصول أجنبية، أمها هندية وأبوها جامايكي.
وتوقع ولد الشين استمرار السياسة الخارجية الأمريكية على ذات النهج المتبع اليوم، مشيرا إلى أن السفير جان كامبل، الذي يرأس قطاع إفريقيا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، قال إن إدارة بايدين-هاريس ستكون أكثر انفتاحا وأكثر تواصلا مع افريقيا عكس إدارة ترمب، الذي كان متحفظا شيئا ما.
ولفت المختار ولد الشين الانتباه إلى أن موريتانيا اليوم لها علاقات حسنة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن الفضل يرجع بعد الله سبحانه وتعالي إلى السياسات المتبعة من قبل النظام الموريتاني منذ انتحاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وكذلك النشاطات التي قام بها أعضاء الإدارات المنصرمة، فضلا عن الجهود التي بذلها السفير الامريكي في نواكشوط، مايكل دودن، في سبيل تحسين وتطوير تلك العلاقات، وهو الذي يعتبر من الداعمين الحقيقيين والجادين في التقارب بين واشنطن ونواكشوط.
وأكد ولد الشين أن فاتح أكتوبر من السنة الجارية شهد رفع العقوبات الأمريكية عن موريتانيا، والمتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان وكبت الحريات، منبها إلى ان ذلك يعود إلى تقييم سنوي، وأن فاتح أكتوبر 2021 سيشهد صدور تقييم جديد عن أداء حكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وأضاف: "أمريكا لا تعطي بطاقة بيضاء أو ضوء أخضر لأي رئيس أو دولة في إفريقيا أو في العالم، وسيكون هنالك تقييم، إلا أن هنالك مؤشرات، مثل نجاح المقاربة الأمنية وطمأنة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على أهمية الدور الموريتاني في منطقة الساحل، وكذلك دولة القانون والحكامة الرشيدة التي أرسى دعائمها هذا النظام.. كلها عوامل ستشجع الولايات المتحدة الأمريكية على مواصلة نفس الدعم لموريتانيا ولدول الساحل".
وقال إن وجود الشركات الأمريكية، وخاصة الشركة العملاقة "أكسان موبيل"، والتي منحها مجلس الوزراء رخصة للعمل في موريتانيا، كلها رسائل طمأنة للولايات المتحدة الأمريكية، وإدارة بايدن الجديدة.