الدكتور محمد ولد الخليفة: زيارة العاهل المغربي لموريتانيا تحوّل علاقات الجاريْن إلى "رابح رابح"

قال الدكتور محمد الخليفة، الأستاذ الجامعي بالمدرسة العليا متعددة التقنيات بموريتانيا، إن موريتانيا "تتطلع إلى تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع المملكة المغربية الشقيقة، وترحب بجلالة الملك محمد السادس ضيفا عزيزا في بلده الثاني".

 

وأضاف الخليفة في مقال نشره مؤخرا واستعرضت مضمونه اليوم صحيفة هسبريس الألكترونية المغربية، على ضوء زيارة الملك محمد السادس المرتقبة إلى موريتانيا، "نحن نعيش في عهد التحالفات والتكتلات الإقليمية والدولية بمقاربة رابح- رابح، الجميع رابح. لقد فشلت كل المقاربات التي تعمل على تغذية النزعات الانفصالية والتشرذم بين الشعوب".

 

وتابع بأن الشعوب المغاربية "تتطلع إلى نهضة اقتصادية شاملة قوامها زراعة الأرض وإعمارها وتطوير التعليم والصحة ومشاريع البنية التحتية والصناعات ومحاربة الفقر والتخلف والجهل والأمراض".

 

وأوضح الدكتور الموريتاني أن "موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا دول مغاربية متجاورة تملك كل مقومات النجاح: ثروات طبيعية هائلة وكوادر بشرية مؤهلة ومجتمع شاب. ما ينقصنا هو الوحدة المغاربية وفتح الحدود بين هذه الدول ورفع الفيزا لتسهيل حركية البضائع والأفراد وتبادل الخبرات في مجالات الفلاحة والتجارة وتوطين التكنولوجيا. التجربة الرائعة لدول الاتحاد الأوروبي يجب الاستفادة منها والاحتذاء بها".

 

واعتبر الخليفة، الحاصل على درجة الدكتوراه في المعلوماتية من المدرسة العليا للمعلوماتية وتحليل النظم بالرباط (ENSIAS)، أنه حان الوقت لرفع مستوى العلاقات بين موريتانيا والمملكة المغربية، مشيرا إلى أن "كل العراقيل الموجودة يجب إزاحتها بسرعة، يجب الاستفادة من الخبرات المغربية في مجالات الفلاحة والتعليم والتمريض والصناعات التحويلية (الصناعات الغذائية + صناعة الحليب ومشتقاته). الصادرات المغربية تغذي السوق الوطني، كما تمر عبر بلادنا نحو بقية دول إفريقيا، وهذا رائع جدا، ومع ذلك يجب توقيع شراكات جادة مع المغاربة لتوطين الصناعات التحويلية في بلادنا لضمان استفادة أكبر على الأمد الطويل".

 

وأوضح الخليفة أنه يمكن الاستفادة من التجارب المغربية في إنعاش مشروع المنطقة الحرة لمدينة نواذيبو، عاصمة موريتانيا الاقتصادية، مضيفا "لقد شهد هذا المشروع الطموح تعثرا في السنوات الأخيرة، بالرغم من ضخ عشرات المليارات سنويا لتحسين وضعية العاصمة الاقتصادية باستثمارات مالية ضخمة ومشاريع التصنيع والطاقات التي ظلت في أغلبها على الورق دون تنفيذ. يمكن الاستفادة من المغاربة فلديهم مشروع مشابه في مدينة الداخلة المغربية حيث تطورت سريعا البنية التحتية في هذه المدينة وعرفت نموا اقتصاديا متسارعا واستثمارات ضخمة".

 

وأضاف "يجب إنعاش المعبر الحدودي بين بلادنا والمملكة وتشييد مساجد ومتاجر ومطاعم ومقاه وملاعب على جنبات الخط الحدودي، وبعد رفع الفيزا بين البلدين سيصبح المعبر مجرد خط فاصل بين شعبين شقيقين تماما مثل الحدود بين فرنسا وبلجيكا، وهذا ما نطمح إليه".

 

وفي الأخير أكد الخليفة أن قطار التنمية انطلق باكراً وبتسارع رهيب، "وكل لحظة نتأخر فيها عن اللحاق بالركب تقاس بالسنوات الضوئية في حساب التنمية والتعمير الذي لا ينتظر المتخلفين".

 

اثنين, 23/11/2020 - 14:43