كان الفقيد الغالي محمد ولد بابتة ، من الشخصيات الوطنية التي عرفتها عن قرب ،شديد الاهتمام بالشأن العام الوطني ، وكان بصفة خاصة متابعا للشأن الثقافي وذا حس أدبي مرهف ، ربطتني به صداقة طيبة رغم فارق السن والتجربة والعطاء ، وكان بحكم تواضعه الجم وأخلاقه الكريمة ،المبادر باستمرار للتواصل سواء في لقاءاتي به عن قرب في نواكشوط ومدن اخرى او كان رحمه الله خارج البلاد
ومن آخر رسائله إلي عبر الواتساب ما كتبه لي بتاريخ 25 أكتوبر الماضي تعليقا على قصيدتي معلقة( بائية الأفعال في مدح خير الرجال ) محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان حينها يتعالج في المغرب من مرضه الأخير رحمه الله حيث سطر ما يلي :
( أخي الشاعر الكبير سيدي،
لقد استمعت قبل ايام وانا في المغرب، في رحلة استشفائية بعد وكعكة صحية المت بي أواخر الشهر الماضي، إلي المعلقة الجميلة والممتعة (النفحة النبوية). إنها حقا رائعة ومجددة وتضاهي شعر فطاحلة الشعراء. انا من الذين يقرؤون من إنتاجكم الادبي منذ زمن، والآن اعتبر انكم تربعتم علي قمة شعراء بلادنا بل في العالم العربي. هنيئا لكم على المثابرة والإبداع، والبحث الدؤوب عن ما يساير كبار الشعراء.
المعلقة جات في الوقت الذي نعيش هجمة غير مسبوقة ،علي الرسول الاعظم صلي الله عليه وسلم وعلى قيم ديننا الحنيف. إنها تستحق النشر الواسع.
مرة أخرى جزاكم الله خيرا عن بلادنا، لما تمثلون من شرف لها.
تحياتي الأخوية
محمد ولد بابته)
وفي فاتح نفمبر الحالي قرأ في الصحافة نصا شعريا لي يحتفي بعصامية الشاب باريكي ولد خير الله صاحب عربة الحمار الذي نجح متفوقا بالباكلوريا في تجكجة ، فأبرق الي بحسه الوطني الجميل بكلمات ليست كالكلمات تختصر اهتمامه الخاص بهذا الجانب قائلا :
( امير الشعراء واخي العزيز،
قرات البارحة نص الابيات واستحسنتها، إنها مبادرة تنم عن حس وطني كبير.
شكرا لكم )
وداعا اخي وصديقي الكبير محمد ولد بابته إلى جنات الخلد
وإنا على فراقكم يا فتى إنشيري لمحزونون