رسالة شكر وتقدير من العلامة الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا إلى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم إن إعلان فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني عن توشيح جدنا العلامة الدراكة الفهامة ذي التآليف المفيدَة، والآراء السديدَة، الشيخ سيدى محمد ولد الشيخ سيدي لإعلان ينِمّ عن تفهم صاحبه للواقع، وفهمه للتاريخ المسيطر على الخرافات، التي مافتئت تلقي بكلكلها على عواتق البعض، فقد بدأ والدناالشيخ سيدي الكبير دعايته للجهاد من مؤتمر تندوجه الذي كان حدود 1856م حدود 1272ه تقریبا، وكذالك رسالته لحاكم اندر "لوي ليون سيزار فيديرب" بعد إرسائه قواعد استعماره في السنغال، وفي معظم القارة الإفريقية، وقد عُقد مؤتمر تندوجة المذكور بعد سنتين فقط من تدشين افيديرب للمناطق الإفريقية عام 1854 م.
وقد أثارت رسالة الشيخ سيدي صمتا وهدوءا في صفوف الفرنسيين آنذاك، 
ثم دعا للجهاد بعده ابنه الأوحد، الوارث علومه وأسراره، الشيخ سيدى محمد متبنيا دعايته بأساليب شعرية لم يَسبق لهانظير ،
ومن تأمل درتيه اليتيمتين، الرائقتين الفائقتين،
(مزجَ الدّموع بمسبلاتِ دماءِ
متلهِفا متنفِّس الصُّعَداء)
( رويدكَ إنني شبهتُ دارا
علَى أمْثالهَا تقفُ المهارى)
وكان من أهل الفن النقاد، المتبصرين بالشعر
" وحذار من غير أهل الفن " كان على يقين ومعرفة تامين على أنه منوال شعري جهادي مبتكر لم يسبق له،
يلائم الزمان والمكان،
وقد كان موقف الوالد الشيخ سيدي " باب " من الاستعمار موقفا مشرفا مدعوما بالكتاب والسنة وأقوال العلماء، 
ونحا معه ذالك المنحى وسعى ذالك المسعى أخوه الوالد الشيخ سيد المختار " اباه " 
وهذا الموقف حقن دماء المسلمين وجمع شملهم،
حتى أجمع جل علماء هذه الأرض على أنها الفكرة الصائبة، بل هي جهادهم في ذالك الوقت، 
فالشريعة قسمت الجهاد أقساما، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد كفيل فهمها بتقسيم الجهاد إلى مراحل.
وهذه الفِكرة الدينية الجامعة بين الثقافة الإسلامية الخالدة والجهاد المطلوب شرعا أبقت جذورا خالدة وآثارا تبدو جلية في معهد أبي تلميت الذي أسسه أحفاد الشيخ سيدي الكبير وكذالك المحاظر التي أسسها أحفاده أيضا والتي مازالت قائمة في جَنَبات أبي تلميت وغيرها.
وقد تصدر من معهد أبي تلميت ومن المحاظر التي مازالت قائمة المئات والمئات،
وشادو بذالك صروح علم وثقافة ومساندة في بناء الدولة ودوحات طاب ثمرها للمجتني،
واعتسفوابقلاصهم بيد معارف وجهاد مخلد لاتنقضي فترته ولايعتريه غموض،
فنشكر فخامة الرئيس على هذا التوشيح المستحق أمام الجاهلين والمتجاهلين بحقيقة الواقع، 
(فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أحمد وأبي داوود والترمذي وغيرهم عن أبي هريرة
لايشكُر الله من لا يشكُر الناس وفي رواية من لم يشكرِ الناس لم يشكرِ الله وفي رواية إن أشكرَ الناس لله عز وجل أشكرهم للناس)
حفظ الله الدولة رئيسا وحكومة وشعبا وحفظ العالم الإسلامي ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه
الشيخ سيد محمد الملقب الفخامة ولد الشيخ سيدي
بتاريخ 13/ربيع الثاني1442هجريا
الموافق/28/نوفمبر/2020ميلاديا

أحد, 29/11/2020 - 19:46