افتتاحية "جريدة مغاربي" بحثا عن الكويت المغاربية/ حسن عثمان

الوئام الوطني _ تحت عنوان : "بحثا عن الكويت المغاربية " كتب العميد والإعلامي البارز الأستاذ حسن عثمان المدير الناشر لجريدة "مغاربي " المهتمة بالشؤون المغاربية والواسعة الانتشار فى دول المغرب العربي  افتتاحية العدد 16 من الصحيفة والذي سيصدر يوم غد الأثنين  7\ 12\2020: 

((من أعلى أبراج الكويت المطلة على ساحل الخليج العربي، يرى المستبصرون من طويلي العمر ما لا تشاهده العواصم الخلفية من تفاصيل مشهد سياسي بالغ التعقيد: فثمة غليان ايراني بنكهة داخلية يشتد فيها الصراع بين المحافظين وحرس الثورة مع امكانية تصدير ما يربو من الصدام الى الولايات الشيعية في صنعاء وبيروت وبغداد، وعلى اليسار  عراق يتلمس طريقا للخروج من حقول الألغام الطائفية والسياسية،  وعلى اليمين يمن لم يعد سعيدا وهو يتقلب بين الرصاص المتفجر والجوع الكافر ، وفي شبه القارة الهندية خزائن نووية يخشى أن تفتح لتحديد نسب وهوية كشمير. 
ولأن الكويت ، الناضجة سياسيا بتأثير 98 سنة من الممارسة الديمقراطية ، كانت أكثر ادراكا لمخاطر لن تنتقي ضحاياها في دول الخليج، فقد سارعت منذ انغجار الصراع السعودي القطري الى مطالبة جماعة الخير بتحكيم ما تبقى من العقل العربي حفاظا على روابط لا يليق بها أن تنفصم لقوة تجذرها في التاريخ واستشرافها لمستقبل لا يقبل القسمة على ثمانية حدود.
واذ يبدو الآن أن الكويت أصبحت قاب قوسين من تحقيق مصالحة تعيد مجلس التعاون الخليجي الى سابق صوابه وطريقه السالكة، يصح للمغاربيين أن يتساءلوا عما أذا كانت هناك كويت مغاربية أكثر استبصارا وحكمة وقدرة على تحقيق مصالحة الشجعان قبل الاحتكام الى سلام الشجعان القائم على ركام الحروب ومخلفاتها الدامية.
ورغم ما يسم المشهد المغاربي من رجات لصيقة بمخاض ولادة أنظمة سياسية جديدة ووعي جمعي جديد ورؤى وحدوية جديدة، الا أن الرهان سيظل قائما على ظهور "زرقاء يمامة" مغاربية سترى أبعد مما تبلغه الأبصار القاصرة.))

 

حسن عثمان  المدير الناشر لجريدة "مغاربي "