حزب الفضيلة: مكافحة الوباء تحتاج إلى المزيد

 

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم

إن الإجرات المتخذة حتى الآن للتصدي لهذا الوباء لا تزال بحاجة إلى مايكملها، فلا معنى لغلق المساجد عن مرتاديها للجمعة والجماعة مع فتح الأسواق على مصراعيها وبكل أنواعها لكل المتسوقين بها، بل ولأصحاب الهواية بالطواف بها.

إن بلادنا تعاملت مع الموجة الأولى من هذ الوباء تعاملا جديا، حيث اتصل رئيس الجمهورية بكافة الطيف السياسي مباشرة أو عن طريق الهاتف، فتدارس معهم الوضع، وعلى ضوء ذلك اتخذت الحكومة إجراءات اتصفت بالسرعة والشمولية والصرامة في التطبيق فأغلقت الأسواق إلا الضروري منها المتعلق بالمواد الغذائية، وعلقت صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وحظرت التجول، وأغلقت الحدود الجوية والبرية والبحرية، ومنعت التنقل بين الولايات إلا في حالة الضرورة القصوى، ووزعت الإعانات المادية للتخفيف من الآثار الناجمة عن غلق الأسواق ومنع التجول، وكان لتلك القررات الأثر الطيب بفضل الله وتوفيقه. فصارت بلادنا في تلك الموجة الأولى من أقل البلاد تضررا من هذا الوباء الذي نسأل الله سبحانه السلامة منه لنا ولبلادنا ولجميع المسلمين.
أما تعامل بلادنا مع هذه الموجة الثانية فمختلف تماما، حيث اتسمت القرارات بالبطء الشديد وعدم الشمولية، فلم تأخذ في الأسواق قرارا بغلق غير الضروري منها كما فعلت في السابق ، مع أن التفرقة بينها مع المساجد في ذلك يصعب تبريرها شرعا. كما أنه مستهجن في الذوق العادي طبعا.
ولم تتخذ قرارا بتوزيع معونات على المتضررين بالإجراءات وخاصة أصحاب الدخل المحدود كما فعلت في المرة الأولى مع أن الحاجة إليه الآن أشد لتزامن الوباء هذه المرة مع فترة البرد. 
وهذه الموجة الثانية أسرع انتشارا وأشد ضررا، فالأرقام التي يعلن عنها من الوفيات في تزايد والحالات الحرجة في تصاعد يوميا. 
والغالب أن يكون النقص الواقع فيها بسبب استشهاد بعضهم -لأن موت المؤمن بهذ الوباء نحسبها شهادة حسب فهمنا للآحاديث التي تعرصت لذلك- فيستجد في نفس اليوم من الحالات الحرجة ما يغطي ذلك النقص ويزيد. فهذا التزايد في الوفيات والحالات الحرجة يتطلب مزيدا من الإجراءات العاجلة والشاملة من أجل إنقاذ أرواح مواطنينا 

رئيس حزب الفضيلة
د/ عثمان الشيخ أحمد أبو المعالي

سبت, 19/12/2020 - 17:27