وكالة الوئام الوطني للأنباء - ارتاح الرأي العام الحكومي والشعبي في موريتانيا فور إرسال دولة الإمارات العربية المتحدة طائرة مساعدات إلى البلاد تحمل 10 أطنان من الإمدادات الطبية، وأجهزة الفحص والتنفس، إضافة إلى فريق طبي متخصص سبيلا إلى احتواء وباء كورونا. وكانت الإمارات، وفق منهجها المستمر في فعل الخير كلما اقتضته الضرورة، قد أرسلت، في وقت سابق، طائرتين تحملان 22 طنا من المساعدات الطبية، بغية تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة الجائحة. دون أن ننسى مبلغ مليار دولار الذي خصصته الإمارات من أجل إقامة مشاريع استثمارية وتنموية وتقديم قروض ميسرة لموريتانيا إبان زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لبلاد الفقيد المؤسس المغفور له الشيخ زائد-الخير.
هبة الإمارات العربية المتحدة تعيد إلى الذاكرة مكرمات الإماراتيين وسخاءهم المشهود تجاه إخوتهم الموريتانيين منذ 07/08/1973 عندما استقبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان المرحوم حمدي ولد مكناس وزير خارجية موريتانيا حينها، وعندما قام المرحوم الرئيس المؤسس المختار ولد داداه بزيارة رسمية للإمارات يوم 28 ابريل 1974 استقبل خلالها من طرف صاحب السمو المرحوم الشيخ زايد بن سلطان الذي شرّف موريتانيا بزيارة كريمة مماثلة يوم 14 أغشت 1974 حيث تدافع إلى خيمة ضيافته الشعراء والمطربون مرحبين وممتنين.
ولا أحد في موريتانيا ينسى عديد المشاريع التنموية التي ساهمت المؤسسات الاقتصادية والخيرية الإماراتية في إنجازها، خصوصا مؤسسة زايد الخيرية وصندوق أبو ظبي للتنمية من خلال تقديم القروض الميسرة والمنح والمساعدات السخية، والتدخل في الحالات الإنسانية الطارئة، وتنفيذ العديد من المشاريع في مجالات البنى التحتية والزراعة والمعادن والصحة.
وهكذا قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1979 لموريتانيا قرضا بمبلغ 40 مليون درهم إماراتي لتمويل جزء طريق "الأمل" الرابط بين كيفه والنعمه، وفي سنة 1980 حصلت موريتانيا من صندوق أبو ظبي للتنمية على قرض بمبلغ 24 مليون درهم إماراتي لتمويل مشاريع استصلاحات زراعية وبناء السدود. وضمن برنامج استثمار نهر السنيغال قدمت الإمارات قرضا للحكومة الموريتانية بمبلغ 43 مليون درهم إماراتي. أما في مجال المعادن فقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 1979م قرضا آخر لتمويل استخراج مادة الصلب بمبلغ 16 مليون درهم.
وفي المجال الصحي يعتبر "مستشفى الشيخ زايد" الذي بُني على نفقة سمو الشيخ زايد بن سلطان، بكلفة بلغت 10 ملايين دولارا، أحد أهم المعالم البارزة في مسيرة غوث الإماراتيين لإخوتهم الموريتانيين.
كما لا يمكن لذاكرة موريتانيا أن تنسى اكتتاب الشرطة الإماراتية لأعداد كثيرة من الشباب الموريتانيين للعمل في الإمارات حيث أصبحوا العمود الفقري للتحويلات المالية التي أسهمت كثيرا في تجاوز الموريتانيين لأزمات الجفاف المتلاحقة.
كما لا يفوتنا أن نذكر قيام جمعية الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان الخيرية والهيئات الخيرية الإماراتية المتعددة بنشاط إنساني وخيري معتبر في موريتانيا شمل مجالات مكافحة الفقر وإغاثة المتضررين وإيواء وكفالة الأيتام وحفر الآبار وبناء السدود والمساجد ومساعدة طلاب العلم.
وفي المحصلة، فإن أبناء المغفور له زايد-الخير بن سلطان آل نهيان يصرون اليوم على تقفي أثر والدهم في إغاثة الموريتانيين ومساعدتهم في شتى المجالات التي تسهم في تنميتهم وتطوير بنيتهم التحتية والقضاء على بؤر الفقر في أحيائهم وقراهم النائية. إنهم يرسمون بعطاياهم الجزلة لوحة تخلّد مآثر والدهم الكريم وشعبهم المضياف، بشكل جعل الموريتانيين يرددون: "بأبِهِ اقتدى عليٌ في الكرمْ/ ومن يشابه أبَهُ فما ظلم".
وكالة الوئام الوطني للأنباء