كتب السفير السابق اسلكو ولد ازيد بيه على صفحته الآتي:
كل من يكتب نصا يعرف -لاشك- أنه مسؤول اليوم وغدا عن "هكذا" مبادرة. وبالطبع هناك تفاوت كبير في مستويات الكتابة شكلا ومضمونا، وهو أمر ليس سلبيا تماما كما يتصوره البعض. فلو اقتصرت الكتابة على النخبة الأدبية، لتقلص جمهور القراءة على "الفضاء الأزرق" بنسبة كبيرة، ولتعزز في المقابل جمهور الصوت الانفعالي والصورة الآنية أو هما معا أو الكتابة "اللهجية"، في وقت تضخم فيه العرض بشكل كبير وشبه مجاني وتراجعت فيه نسبة معايير الجودة، حسب بعض الخبراء. زد على ذلك، أن أصحاب التخصصات غير الأدبية، لديهم من المصادر المعرفية ما يغنيهم عن الاهتمام باللغة والكتابة العامة ؛ إلا أن "الكتابة (اليوم) أخطر على المجتمع من أن تترك لأهلها...”. فهي، وبغض النظر عن مستواها، جهد وشجاعة ومسؤولية، لذا يجدر بالقارئ الملم بعلوم لغتنا العربية، أن يبدي درجة من "التسامح المعرفي" تجاه من هو دونه مستوى وأقل منه خبرة تحريرية، بأن ينبهه على الأخطاء -إن تأكدت- بشكل تربوي وإيجابي ؛ وحبذا لو تم التنبيه بشكل ثنائي، دون تجريح أو تشهير أو"اتظهار الشمس" كما نقول عندنا. أما قراءة نص بالكامل بحثا عن خطإ يبرر التشكيك في قدرات الكاتب اللغوية، فأمر محسوم سلفا وهدر للوقت وتبديد للطاقة الذهنية وتثبيط للإرادة الجمعية للتعلم والتحسن، خاصة على فضاءات "الكتابة الجاهزة". ومن المهم أن يتأكد "المصحح" أن الأخطاء حقيقية وليست نتيجة "رطانة" تخصصية داخل اللغة الواحدة، وأنها موضع إجماع أهل الاختصاص، وأن يكون بمقدوره تبرير ذلك بوضوح ودون أن يستغرق ذلك وقتا طويلا، وأن يستلهم-وهذا هو الأهم- المنطق الشريف: "يسِّروا ولا تعسّروا...".
على صعيد آخر، أعتقد أن أفضل طريقة لتعلم أية لغة هي الكتابة بها، مهما كان مستوانا فيها. و هناك فرضية أومن بصحتها -وتؤكدها بعض البحوث المعاصرة-، وهي أن تعلم لغة جديدة يعزز معرفة ما سبق تعلمه، مهما كانت طبيعته.
وقناعتي، في باب "اخروجو"، أنه باستطاعتنا تعليم كل طفل موريتاني وكل بنت موريتانية أربعة لغات (لغتين وطنيتين ولغتين أجنبيتين)، فنُصيب -كمجتمع متضامن- "عصفورين بحجر واحد"..