افتتاحية وكالة الوئام: الفئة "أ": تتويج لمسار حقوقي ناجح

وكالة الوئام الوطني - بعد معركة طويلة خاضتها اللجنة الوطنية لحقوق الانسان، على المستويين الوطني والدولي، ها هو مجلس حقوق الانسان بجنيف يكللها بحق ولوج الفئة "أ" تعبيرا منه عن رضاه التام عن نجاحات موريتانيا في معالجة مشكل العبودية والإرث الإنساني وانتهاكات حقوق الانسان بشفافية وبالتشاور والتنسيق مع الفاعلين في الميدان. إنها خطوة كبيرة تقطعها موريتانيا على درب حلحلة المعضل الحقوقي، على أرض الواقع، وبعيدا عن المشاحنات والصدامات والخطابات المتشنجة (من قبل الحقوقيين) أو الرنانة (من قبل الحكومات).

الفئة "أ" لا تحصل عليها إلا المنظمات الحقوقية الجادة، وفي البلدان التي قطعت أشواطا مشهودة في معالجة الرق والانتهاكات المتعلقة بحقوق الانسان. إنها وسام شرف تعلقه جنيف على كتف النظام الجديد الذي عين على رأس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان محاميا أمضى حياته في الدفاع عن قادة الرأي والمساجين الحقوقيين، هذا النظام الذي أنهى القطيعة بين السلطة والحقوقيين ودشن رؤية جديدة تقوم على التواصل المباشر مع القادة الحقوقيين والمنظمات الحقوقية وإنهاء كل مظاهر الاحتقان المتعلقة بهذا الملف الشائك، هذا النظام الذي وفر التمويلات الهائلة للقضاء على بؤر التبعية ومخلفات الرق في آدوابه والمناطق الهشة، هذا النظام الذي اعترف بأن حل مشكل التعايش وضمان الاستقرار وتنظيف الجو العام من شبح التوترات العرقية والفئوية، يتطلب التقارب مع الفاعلين الحقوقيين ومنح اللجنة الوطنية لحقوق الانسان كل الصلاحيات التي تمكنها، علناً وأمام الكاميرات، من الوقوف على مكامن الخلل، وإشهاد المجتمع الدولي، وإشراك المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال، وتقديم الحلول الناجعة.

اليوم، وبعد ولوج البلاد للفئة "أ"، بُعيد مسار معقد من النضالات اليومية الجادة ومن القوافل الحقوقية الناجحة، لم يبق أمام موريتانيا إلا مواصلة المسير، بنفس النفَس ونفس الجدية ونفس التواصل بين القمة والفاعلين، بغية إكمال إجراءات طي الصفحة إلى الأبد خدمة لصورة البلاد خارجيا ولاستقرارها وتعايشها داخليا.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء