حكمة شنقيط/ حسن عثمان "المدير الناشر لصحيفة مغاربي"

في عددها ال31 الذي سيصدر غدا الثلاثاء، نشرت صحيفة" مغاربي"، المهتمةً بالشأن المغاربي التي تصدر في المملكة المغربية والواسعة الانتشار في دول المغرب العربي، افتتاحية بقلم الإعلامي البارز، العميد والمدير الناشر للصحيفة السيد حسن عثمان، تحت عنوان: حكمة شنقيط.

 

نص الافتتاحية:

 

طوال سنوات عديدة ، لم ينجح وسطاء الأمم

المتحدة في جمع قلوب الفرقاء على كلمة سواء تضع حدا لخلافاتهم ونزاعاتهم الجوهرية والمصطنعة. 

ويبدو واضحا أن تلك السلسلة الطويلة من الاخفاقات الممتدة من سوريا الى اليمن مرورا بليبيا والمغرب الكبير لم ترتبط بقصور القدرات الشخصية للوسيط قدر ارتباطها بضعف المرجعية الأخلاقية للأمم المتحدة العاجزة عن القيام بدور الأب الروحي الذي لا مرد لقضائه وحكمه.

غير أن الوساطة ستظل دائما آخر محاولة لتحكيم العقل ودفع الفرقاء الى إنهاء التعنت والتعالي والاعتداد الأعمى بالحق المفترض وصواب الرأي.

الآن ، في مشرقنا ومغربنا العربيين ، تسعى وساطتان الى رتق ما انفتق في اتحادين تعثرت خطاهما على مسارين علقت عليهما آمال عديدة لمواجهة ما لا يحصى من التحديات والمخاطر الممتدة من الماء الى الماء. 

فعلى شواطئ الخليج، اقتضت الحكمة الكويتية أن تضع حدا لصراع الاخوة الأعداء الذي لن ينجلي غباره عن رابح أو خاسر وانما عن اصابات وتشوهات قد يصعب التعافي منها في أزمان طويلة قادمة. 

وبالمقابل ، يبدو أن موريتانيا لم تعد قادرة على احتمال العبث وسوء التقدير السياسي والجدران الافتراضية التي  تحول قسرا دون توحد الهمم والقدرات في الفضاء المغاربي الوسيع.

واذا كان التاريخ البشري لا يحفل بكثير من الوساطات الناجحة والحاسمة ، فان الحكمة الموريتانية لن تغفل أن الخلاف والتعارض فرعان من حكمة التدافع الالهية ولكن الصدام خيار لا يحمل وزره غير البشر. 

والراجح أن رهان موريتانيا على فتح الطرق المسدودة بين نواكشوط وبنغازي لن يكون سهلا ولكنها ستستحضر ،طوال هذه الرحلة المضنية ، ما قاله ألبرت آينشتاين عن أنه وسط كل صعوبة توجد فرصة يمكن توظيفها للوصول الى الهدف المنشود.

 

اثنين, 28/12/2020 - 19:25