صدر اليوم عدد من مجلة الموكب الثقافي التي تصدر عن اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وتناولت المجلة مواضيع مختلفة تتعلق بقضايا التعليم والثقافة والتاريخ والأدب.
وظهرت صفحات الموكب الثقافي ملونةً لأول مرّة منذ تأسيسها سنة 1995، ونشرت في هذا مواضيع لكتاب من مختلف المدارس والتوجهات جمعتهم صفحات الثقافة وفضاءات المعرفة ومن بين هذه الأسماء :
الأستاذ الدكتور الوزير السابق إزيد بيه ولد محمد محمود، والدكتور الوزير السابق محمد فال ولد الشيخ والأستاذ الدكتور محمد ولد تتا
الأستاذ الدكتور أمبوه دياگانا نائب رئيس جامعة انواكشوط سابقا
الدكتور محمد إسحاق الكنتي الأمين العام المساعد للحكومة والدكتور شيخنا ولد سيدي عثمان رئيس اللجنة الوطنية للمسابقات، والدكتور سيدي أحمد ولد الأمير
الدكتور عثمان واقي، ومفتش التعليم الثانوي محمدن الرباني الرئيس السابق للنقابة الوطنية
لأساتذة التعليم الثانوي.
وقال الأمين العام في افتتاحية العدد:
قرّاءنا الكرام.
سعينا، من خلال العدد الخامس والخمسين لمجلتكم " الموكب الثقافي"، إلى أن نعكس خصوصية المرحلة، وأن نصوّر ما تُحظى به التربية والثقافة والعلوم من عناية، وأن نعرّف على المكانة الفخمة التي حجزها “تعهداتي” للمهتمين بقضايا التربية وميادين الثقافة، وعمدنا، في سبيل ذلك، إلى استراتيجية توّفق بين احترام البعد الأكادمي للمجلات المُحكَّمة ذات الطابع العلمي، وما يقتضيه من شروط تضمن الدقة العلمية؛ وبين حاجتنا إلى إبراز ذلك الإشعاع الذي حملته ثقافتنا وألْقته بثباتٍ على مواضع مهمة من هذه الأرض وفي مراحل مختلفة، حتى طبع كل العيّنات التي يزخر بها تراثنا.
إن التنوع الثقافي الكبير الذي تتميز به بلادنا أثرى بصفة ملحوظة مختلف جوانب تراثنا الثقافي؛ لما اضطلع به من أدوار مشهودة شبعت مُختلف تلك الجوانب، وحمَلت الباحثين على تكثيف دراساتهم حول منظومة ثقافية وفكرية أصيلة، قبل أن يسيطر عليها الجانب العلمي وتكون صرحا يستقطب الدارسين، ويشُد خريجوه الرحال إلى بقاع الدنيا حاملين المخرجات العلمية للمحظرة، وملامح الثقافة العالِمَة التي نشأوا تحت رعايتها وتكونوا بإشرافها؛ لنشرها بذات الآليات التربوية التي أهّلت سفراء شنقيط إلى تبوُؤ الوظائف ونيل الصفات والألقاب العلمية الطيبة التي أحرزوها في كل بقاع الدنيا كلما حطوا بها رحالهم أو جعلوها طريقا في أسفارهم العلمية.
لقد ارتأينا أن نقتفي أثر بعض هؤلاء العلماء الأجلاء، وأن نقدم محطات من إسهاماتهم، ونستجلي ملامح التنوع الثقافي الذي يجعل الرواية التراثية في هذا المنكب جديرة بالبحث، ومدعاة للتفكير في صناعة سياحة ثقافية.
ونظرا إلى حاجة المحتويات العلمية والبحثية إلى تصاميم وصور تهدي إلى المغازي وتعين على التقريب، فقد تم تحديث آليات السّحب والإخراج حتى تأخذ الموكب الثقافي مكانتها بين المجلات العلمية في العالم، وتكون دورية للاستزادة في عصر يفرض على أهله الأخذ بمقتضياته.
نرجو أن يملأ هذا العدد فراغا ويقدم جديدا لرواد العلم والثقافة، ويرضي القرّاء والباحثين، وأن يستنطق المهتمين بالكتابة ليقدموا مواضيع للنشر في الأعداد القادمة من الموكب الثقافي، خدمة للميدان العلمي والفضاء الثقافي، لما يستحقانه على روادهما من العناية والاهتمام.