افتتاحية الوئام : ولد الغزواني: محامي الساحل وإفريقيا

 

وكالة الوئام الوطني : منذ تنصيبه رئيسا للبلاد، سعى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إلى أن يكون الصوت الساحلي المسموع والمحامي النشط عن قضايا منطقة الساحل وإفريقيا سواء الأمنية منها أو الغذائية أو البيئية.

ولم يجد الرئيس الموريتاني فرصة دولية، خلال الندوات أو الدعوات أو اللقاءات الفردية والثنائية مع الشركاء والفاعلين الدوليين، إلا وتناول الوضع في منطقة الساحل مقدما مقاربات استراتيجية وأمنية وبيئية كفيلة بالقضاء على التوترات وقادرة على استعادة الاستقرار. وهكذا طالب الرئيس الموريتاني بالشطب على الديون الإفريقية عموما وديون دول الساحل على وجه الخصوص كي تتمكن من مجابهة جائحة كورونا وكي تستبقي لديها ما به تؤمن مواطنيها غذائيا وعسكريا. وفي هذا الصدد قال الرئيس الموريتاني إن مبادرة إنشاء السور الأخضر الكبير تعد
"استجابة تخص الرهانات الحالية بما يفضي إلى تحقيق تنمية مستدامة". وأضاف ولد الغزواني، في خطاب ألقاه في قمة باريس "العالم كوكب واحد"، أن الدول المعنية بهذا السور ستعتمد مقاربة ترمي إلى "إعادة زراعة 500 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة". ونوه ولد الشيخ الغزواني بإعلان مبادرة تخصيص 10 مليارات دولار للسور الأخضر الكبير ما بين 2021-2025، موجهة للتنمية وحماية التنوع البيئي في جزء مهم من إفريقيا". 

وتمثل قمة المناخ الباريسية (العالم كوكب واحد) إحدى فرص الرئيس الموريتاني لتقديم رؤية منطقة الساحل بخصوص الأمن والبيئة وعلاقتهما، وقد نجح في الدفاع عن رؤيته خلال لقائه بالرئيس الفرنسي أمانييل ماكرون وخلال كلمته الرسمية أمام المؤتمرين.

وكان المراقبون قد أجمعوا على أهمية مداخلة الرئيس الموريتاني في قمة الأمن والتنمية المنعقدة بدكار (نوفمبر 2019)، حيث اشترط نجاح محاربة الإرهاب بتوأمة آليتي الغذاء والأمنِ. وتقوم المقاربة الأمنية للرئيس الموريتاني على توفير الأمن من خلال إيجاد تنمية محلية، وخلق فرص عمل للسكان في القطاعين الزراعي والحيواني، الأمر الذي من شأنه الاطلاع بدور رئيسي في النهضة الزراعية التي هي السبيل الوحيد إلى الاكتفاء الغذائي الذاتي، ومحاربة التطرف في صفوف الشباب والعاطلين، خاصة لو نجحت المنطقة والقارة عموما في إقناع الشركاء الدوليين بالشطب على الديون أو تخفيف الآجال وتنشيط الإقتصادات وجعل إفريقيا وجهة للاستثمارات. الأمر الذي لا يفوّت الرئيس الموريتاني أية فرصة للدعوة إليه والعمل على تحقيقه. ولا شك أن مباحثات ولد الغزواني مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي السيد ينس ستولتنبيرغ في بروكسيل، يوم الخميس المنصرم، تدخل في ذات الإطار الساعي إلى الدفع بمنطقة الساحل وبإفريقيا إلى مزيد من النماء والاستقرار من خلال الشراكة البناءة مع الدول المتقدمة.

إن كل المؤشرات توحي بأن جهود الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، منذ وصوله إلى سدة الحكم، جعلت منه أكبر محام عن قضايا الساحل وإفريقيا، ما عزز المكانة الدبلوماسية لموريتانيا ومنحها الدور الرائد على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي.

 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء 

 

سبت, 16/01/2021 - 11:12