حين يتجاوز بعضنا حدود المعقول إمعانا منه في استغفال واستغلال طيبة وعفوية عامتنا ؛ حينها وحينها فقط لا يسعنا السكوت ولا التواري فالمستهدف وطن ضحى أسلاف أكارم بدمائهم وأرواحهم للمحافظة عليه.
وإنارة لعامتنا وتذكيرا لنخبتنا أود إيضاح بعض التفاصيل المتعلقة بوفاة ابن الأفاضل آل احجور الأكارم رحمه الله ، ومما اطلعت عليه في هذه القضية التي بالمناسبة ليست بدعا من حالات كثيرة ومتعددة حدثت وتحدث :
_ أن حالة المرحوم محمد السالك بالذات لاقت تجاوبا عَبّر عن اهتمام وحسن نية لدى القائمين على الشأن العام للبلد برهنت عليه إجراءات وقرارات عديدة تم اتخاذها في الأشهر الأخيرة خدمة للفقراء والمهمشين من ضحايا عقود النهب وسنوات الفساد وليس آخر تلك الإجراءات ؛ تكفل الدولة بالتأمين الصحي لما يقارب ثلث سكان البلد.
_ أن حالة ولد احجور وغيره ليست إلا ميراثا ثقيلا من تركة سنوات اتخاذ خيرات ومقدارت البلد دُولَة بين الحاشية والمقربين وهو مسلك تم العُدول عنه منذ آل كرسي الحكم لرجل العهد والإنصاف ورفع المظالم ، حيث تمت العناية بأحياء الهامش وتم توجيه جزء من ميزانيات الدولة لصالح الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والمُعدمين.
_ أن شهادة المتوفى رحمه الله المسجلة صوتا وصورة وحدها كافية لقطع الطريق على من أدمنوا استغلال الوطن (بشرا وحجرا) لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة ؛ وحين حيل بينهم وبين ما يشتهون من نهب واستغلال أطلقوا العنان لآلة بطشهم ومكرهم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
_ والأهم من كل ما سبق أن وفاة المرحوم عرَّت الوجه السيء للمستغِلين لأوجاع الضعفاء وآلامهم ، وأبانت زيف ادعاءاتهم وكيلهم بمكيالين حسب مصالحهم وأرباحهم من غير المباح قبل المباح.
_ ومما سبق أجزم أنه لولا تزامن وفاة المرحوم ولد احجور مع وضع اللمسات الأخيرة لملف يحسب له من نهبوا البلد وأفرغوا أرصدته ألف حساب لعلمهم بحجم الجُرم الذي ارتكبوا في حق وطن المتوفى وأمثاله لما جيشوا مليشياتهم للتشويش على سير الملف ولما سعوا لعرقلة جهود انتشال وخدمة ضعفاء ومهمشي سنوات النهب والفساد.
_ أخيرا أود أن أهمس في آذان المرجفة أنهم لن ينجحوا في اتخاذ وفاة المرحوم مطية لتحقيق أطماعهم الدنيئة ورغباتهم الحقيرة فكما كان أسلافه آل احجور الأفاضل نموذجا للمقاومة والتضحية في سبيل رفعة واستقلال الوطن ستكون ذكرى وفاة المرحوم محمد السالك ذكرى خالدة لردع المُستغِلين والانتصار على كيدهم ومؤامراتهم الدنيئة.
رحم الله ابن الأكارم محمد السالك وأسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون
عبد الله ولد سيدي الشيخ