تبلغ مريم بنت شداد 25 سنة من العمر. وهي أول موريتانية تعين حكمة في كأس إفريقيا للأمم (فئة الشباب) التي تحتضنها موريتانيا هذه الأيام.
وكالة الوئام الوطني تترجم لقرائها مقابلة معها نشرت على موقع الاتحادية الإفريقية لكرة القدم.
كيف استقبلت تعيينك حكمة في أول فعالية للاتحادية الإفريقية لكرة القدم تقام في موريتانيا؟
مريم شداد: في البداية اعتقدت أنها مزحة. لم يكن بإمكاني أن أصدق. فتعييني رسميا في فعاليات الكاف التي تقام في بلادنا للمرة الأولى يعتبر بركة عظيمة. وبعد أن تأكدت قلت بأنه علي أن أكون على مستوى التطلعات لأرضي كل من شجعوني وأعطي فرصة لباقي الشباب الموريتاني كي يهتم بالرياضة عموما وبكرة القدم وبالتحكيم على الخصوص.
كيف تنظرين إلى مشوارك في إطار رياضة مرتبطة بالرجال في بلادك؟
مريم شداد: كان من حظي أنني ولدت في أسرة منفتحة جدا. فأبي موريتاني وأمي أوكرانية تهوى الرياضة، وقد دفعاني باكرا إلى ممارسة الرياضة. إضافة إلى أن أمي تمارس رياضة العدو وهي عداءة ماراتونات، وبفضلها شاركت في ماراتون مراكش بالمغرب سنة 2016.
وكيف دخلت عالم كرة القدم؟
مريم شداد: لقد شجعتني أمي على ممارسة الرياضة، فقمت بممارسة الكينغبوكسينغ والتايكوندو وكرة القدم، ولعبت في فرق مختلطة بمدينة نواذيبو حيث أقطن. لكن مسيرتي كادت تتوقف لولا أن أخبرنا الحكم عبد العزيز ابُّوه بقدوم بعثة للتقصي يقودها الحكم الدولي السابق إدريسا سار سنة 2016. وقد بدأت منذ تلك اللحظة ولم أتوقف حتى الآن.
إذن الإحباط من عدم القدرة على متابعة ممارسة كرة القدم هو ما دفعك إلى ممارسة التحكيم.
مريم شداد: الحقيقة أنني أحب التنظيم وأحب أن يكون كل شيء مرتبا. وبما أنني أعشق كرة القدم وجدت في التحكيم المكان اللائق بي.
كيف ترين مشوارك في مجتمع معروف بالمحافظة؟
مريم شداد: واجهت بعض الانتقادات، وبما أن أسرتي تبارك مشواري فلا مشكلة عندي. فالتحكيم لا يمنعني من احترام تقاليدنا، وعليّ أن أواصل رغم الانتقادات.
وكيف تجري دراساتك؟
مريم شداد: أنا أستعد الآن للحصول على شهادة المتريز في اللوجستيك بإحدى الجامعات الحرة. وكان من حظي أن أساتذتي متفهمون بحيث يقومون بترتيب دراساتي واختباراتي حسب انشغالاتي. إذن أقوم بدراستي وبالتحكيم بالتزامن. وأقوم بالتحكيم في الدوري الموريتاني الأول والثاني.
كيف ترين تحكيم امرأة في فعالية خاصة بالرجال؟
مريم شداد: لا مشكلة، فالقواعد عالمية ولو أن الأمر أسرع عندما يتعلق بالرجال. إنني متعودة على تحكيم مباريات الرجال.
ما هو حلمك الأساسي مع التحكيم؟
مريم شداد: حلمي أن أذهب إلى أبعد حد، وأن أحكّم في كل الفعاليات الكبيرة، وسأمنح لنفسي كل الوسائل اللازمة لذلك. لقد أصبحت مثالا تحتذيه أخواتي الموريتانيات. وإنني لجد فخورة بأن أهلي، خاصة والدي، سعيد بحضوري في هذه الفعالية القارية. فخلال آخر مباراة حكّمتها بين المغرب وغانا كان أبي حاضرا، ومن بعيد رأيت الابتسامة على محياه. ولا شيء في العالم يستحق مني أن أقضي على هذه السعادة التي منحت لأسرتي.