وفقا لموقع «سي ان ان»، تحاول وكالة «ناسا» إعداد طريقة لمعالجة نقص الأكسجين على كوكب المريخ وهي من خلال جهاز «موكسي» الذي يساعد البشر في التنفس بصورة طبيعية على كوكب المريخ، من خلال استخدام موارد الكوكب، ويعتبر هذا النظام في طور الاختبار على متن مركبة «مارس بيرسيفيرنس» التي تم إطلاقها في شهر يوليو الماضي، ويحول الجهاز ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل 96٪ من الغاز الموجود في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى أكسجين.
ويقول باحثون من جامعة واشنطن، إن نسبة الأكسجين تمثل 0.13٪ فقط من الغلاف الجوي على كوكب المريخ، مقارنة بنسبة 21٪ من الغلاف الجوي للأرض، مؤكدين أنهم ربما توصلوا إلى تقنية أخرى يمكن أن تدعم جهاز «موكسي» ، الذي تتحدد مهمته في انتاج نظام الأكسجين بشكل أساسي مثل الشجرة، عن طريق سحب هواء المريخ بمضخة ، كما يستخدم عملية كهروكيميائية لفصل ذرتين من الأكسجين عن كل جزيء من ثاني أكسيد الكربون.
وتستخدم هذه التقنية التي اقترحها فيجاي راماني، أستاذ في قسم الطاقة والبيئة والهندسة الكيميائية بجامعة واشنطن، في دراسة أجراها مع زملاؤه، موردًا مختلفًا تمامًا مثل المياه المالحة في البحيرات تحت سطح المريخ.
وذكرت العديد من الأبحاث أن معظم المياه المعروفة على كوكب المريخ عبارة عن جليد، سواء في القطبين أو في خطوط العرض الوسطى للكوكب، كما اكتشف العلماء قبل عامين بحيرة مالحة تحت سطح الغطاء الجليدي الجنوبي للمريخ، ووجدت الأبحاث الحديثة أدلة إضافية على البحيرة وكشفت عن عدد من البرك المالحة الأصغر القريبة.
يقول راماني إن وجود المحلول الملحي أمر محتمل لأنه يقلل من درجة تجمد الماء، و يمكن استخدام المياه قليلة الملوحة وتحليلها بالكهرباء، الأمر الذي سيمكنهم من استخدام الماء وتقسيمه إلى هيدروجين وأكسجين.
ومن جانبه، يشير مايكل هيث، الباحث الرئيسي في وكالة ناسا، إلى أن
المحاليل الملحية متاحة بسهولة على المريخ، وسيكون التحليل الكهربائي للماء مهمًا لإنتاج الوقود على المريخ، مضيفا أن الجليد متوفر بكثرة على المريخ وليس من الصعب العثور عليه، كما أوضح أنه من الممكن إذابة الجليد للحصول على الماء، الذي يمكنهم في المرحلة التالية أن يتحلل بالكهرباء مع ثاني أكسيد الكربون لإنتاج كل من الأكسجين والميثان للوقود.
ويؤكد هيث أن بينما يمكن أن يكون الجليد مفيدًا في المستقبل ، إلا أنه يجب اعتباره معدنًا يجب التنقيب عنه واستخراجه وتنقيته قبل أن يمكن استخدامه، مضيفا أن الجليد منتشر على المريخ في الغالب عند خطوط العرض العالية، وهو ليس المكان الذي تنوي ناسا إنزال البشر فيه.
كما يتوقع العلماء أن التجربة ستساعد الباحثين على معرفة كيف يمكن لعدد من العوامل البيئية، بما في ذلك العواصف الترابية والرياح والرمال ودرجة حرارة ثاني أكسيد الكربون، أن تؤثر على جهاز »موكسي»، الذي يعتبر تحت مرحلة التطوير حتى الان.