ذكرى خطاب ترشح الرئيس غزواني (ورقة تقييمية) (خاص للوئام)

وكالة الوئام الوطني - في مثل هذا اليوم، فاتح مارس 2019، تحل ذكرى الخطاب الذي أعلن فيه السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ترشحه للانتخابات الرئاسية. كان ذلك في ملعب شيخه ولد بيديّه أمام حشد من آلاف الأنصار والداعمين من الأغلبية الحاكمة حينها وحتى من أطياف كانت تحسب على المعارضة.

"أيها الموريتانيون، تستقبل بلادنا خلال أشهر معدودة استحقاقات مصيرية ستوفر الظروف المناسبة لنقاش جاد حول ما آل إليه البلد بعد ستين سنة من الاستقلال، وحول تصورات كل منا لما ينبغي أن يكون عليه في قابل الأيام".

هذه الفقرة من خطاب المرشح جسدها بشكل لافت حيث فتح أبواب القصر الداكن أمام كل السياسيين وكل أصحاب الرأي وكل الفاعلين فأدلوا، كلهم، بما في جعبته حول ماضي البلاد وحاضرها ومستقبلها. ولم يكن إشراك المعارضة في التصور وفي التسيير وفي المناصب إلا تجسيدا آخر لهذه الفكرة التي بدأ بها المرشح خطابه وبدأ بها مأموريته وما يزال يواصل تحقيقها بكل جدية وسط ارتياح شعبي ونخبوي عارم.

وفي فقرة أخرى من خطاب الترشح يقول المرشح: "أتعهد (...) بتحقيق طموحنا المشروع في بناء مجتمع عصري يكفل لكل مواطن حقه في الحرية والمساواة والرفاه". وتنفيذا لهذا التعهد، لاحظ المراقبون أن الاحتجاجات الصِّدامية بين المطالبين بالحقوق السياسية المكفولة دستوريا وبين عناصر الأمن قد توقفت في عهد الرئيس الحالي، فلم تعد قنابل لاكريموجين صاحبة الكلمة الأخيرة، ولم تعد عصي الشرطة والدرك مرفوعة على كل من أبدى رأيه، وخلت السجون كليا من مساجين الرأي، واستراحت غرف المحاكم من مرافعات الدفاع عن الحقوقيين والسياسيين. وبهذا يكون المرشح قد حقق بالفعل التزامه، في خطاب الترشح، بتوفير الحرية لكل مواطن موريتاني.

ويقول المرشح في فقرة أخرى: "سيكون ماثلا في مقدمة اهتماماتي تكثيف الحظوظ لأي مكونة عرفت غبنا اجتماعيا أو اقتصاديا عبر تاريخها". في هذا الصدد فتح الرئيس أبواب اللجنة الوطنية لحقوق الانسان أمام ساكنة آدوابه فعبروا بكل حرية عن تظلماتهم وعن إقصائهم وعن مكامن الخلل في تنميتهم وعن أي نقص يعانونه في التمدرس والصحة والماء والتعاونيات. وفي هذا الإطار تم توزيع مبالغ نقدية على الفقراء والمعدمين لأول مرة في تاريخ موريتانيا. وفي هذا السياق أيضا انطلق برنامج "تعهداتي" وكلفت مندوبية تآزر بالسهر على محاربة الغبن في أبعد القرى والتجمعات السكانية وبشكل ملموس وشفاف. ومن هنا يمكن التأكيد على أن رئيس الجمهورية نفذ، بملا لا يدع مجالا للشك، تعهده المتعلق بهذه الفقرة من خطاب ترشحه.

ويقول المرشح في فقرة أخرى: "سيكون لإصلاح نظامنا التربوي نصيب وافر من اهتماماتي سبيلا إلى الرفع من أدائه وملاءمته لحاجيات التنمية في أفق التحولات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي نحن مقبلون عليها". إن افتتاح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للسنة الدراسية من مدينة امبود (عاصمة مثلث الفقر) كانت له رمزيته الخاصة، كما أن عكوفه على بناء العديد من المدارس وتأهيل مئات الفصول يعد تنفيذا لهذا التعهد. وقد ختم الرئيس إجراءات تنفيذ هذه الفقرة من خطاب الترشح بتعيين أعضاء المجلس الوطني للتهذيب برئاسة المصلحة المجمع عليها بنغوها بنت محمد فال.

ورغم أن هذا الخطاب يختلف عن خطاب البرنامج الانتخابي، الذي يمكن تحليله في الذكرى الخاصة به، فقد تحقق جله وبوتيرة سريعة وجادة مع ما اعترضه من عقبات أهمها انتشار وباء كورونا الذي أعاق العملية التنموية في كل بقاع العالم.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء (التحرير)

 

اثنين, 01/03/2021 - 15:27