يعتبر سوق التبتابه بمقاطعة السبخه، المعروفة شعبيا باسم "سنكييم"، أعرق وأشهر الأسواق الشعبية التي تبيع مختلف أنواع البضائع المستعملة في العاصمة نواكشوط.
ففي هذا السوق الكبير تجد أنواع البضائع المستقدمة من افريقيا والخليج وأوروبا، كما تضم كلما غلا ثمنه وخف حمله من المسروقات التي يجمعها اللصوص من متاجر ومنازل نواكشوط.
ويستقبل سوق التبتابة في سينكييم مئات الزباء يوميا، حيث تمتلئ أزقته الضيقة بالباعة والمتسوقين والباحثين عن أشيائهم المسروقة، باعتبارها سوق العرض الوحيدة للمواد المستعملة في ذلك التاريخ.
ففضلا عن "البالوطات" التي تحوي مختلف أنواع الألبسية الشتوية والصيفية، والتي يجد فيها الرجال والنساء والأطفال ضالتهم، ففي السوق أجنحة متخصصة في بيع مستلزمات الصيد كالشباك والحبال، وهنالك زوايا لعرض مستلزمات السيارات، وأخرى لبيع مواد التجميل وتعقيم المنازل وآلات البناء، وهنالك جانب لبيع الأدوية وبعض المواد الغذائية... إلى غير ذلك مما لم يخطر بال الكثير من رواد السوق، حتى أن بعضهم، ومن باب التنكيت، قال إن من يبحث عن جده العاشر عليه أن يتوجه نحو سوق "التبتابه" في سينكييم.
ويوفر السوق خدمة بيع لا مجال فيها لاستعمال النقود ما لم تكن زيادة بمقدار فارق السعر، وهي استبدال بضاعة بأخرى.
يقول "عمر"، إن السوق لم تعد كما كانت بسبب المنافسة الشديدة لسوق نقطة ساخنة المتواجد فى قلب العاصمة "كبيتال".
وأوضح عمر، في تصريح خاص لوكالة الوئام، أن الزبناء كانوا يؤمون سوق التبتابة من كل أرجاء العاصمة من أجل الحصول على بضاعة مستعملة ورخيصة، مشيرا إلى أن الكثير من تلك البضائع بات موجودا في سوق "نقطة ساخنة" الأقرب الى معظم مقاطعات نواكشوط.
وأضاف أن اهتمام الزبناء خلال العقدين الأخيرين بات منصبا على اقتناء الهواتف النقالة وإصلاحها وشراء مستلزماتها، مؤكدا أن ذلك يعتبر اختصاصا شبه حصري على سوق "نقطة ساخنة".
وقال عمر إن السوق الجديد لم يقتصر على مجال الهواتف النقالة، بل بات سوقا شاملا للعديد من الخدمات الأخرى كالأدوات الألكترونية والمطاعم ومحلات الحلاقة، وخدمات تدريس كيفية تفكيك وتركيب وإصلاح الهواتف الذكية، فضلا عن مخفر للشرطة التي تسهر على توفير الأمن داخل سوق بات قبلة لآلاف المواطنين.
لقد شكل سوق "نقطة ساخنة" أكبر تحد لسوق "التبتابه" العريق، وهو ما تسبب في تراجع كبير لدخل وأداء هذا الأخير، الذي أصبحت خدماته مقتصرة على توفير بعض البضائع، رغم استقطابه الخجول لزبناء الهواتف النقالة المستعملة.
إن الموقع الاستراتيجي لسوق "نقطة ساخنة" فى قلب العاصمة، وتنوع خدماته، وضعاه فى المقدمة رغم عراقة سوق "التبتابه" في سينكييم.
تقرير/ جمال أباه