(افتتاحية وكالة الوئام ) لم يشأ رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، لزيارته، أمس الأربعاء لمدينة تمبدغه بالحوض الشرقي، أن تكون حدثا كرنفاليا عابرا، كما هو حال الزيارات الرئاسية للداخل عبر عقود مضت.
لقد غادر الرئيس العاصمة وفي جعبته قرارات تنموية هامة، ستغير من واقع المنطقة المزورة والبلد برمته، نحو الأفضل، وذلك بالنظر إلى الدور الاقتصادي الكبير الذي أراد للثروة الحيوانية أن تلعبه، تقنينا وتطويرا وتشغيلا وتصديرا.
القرار الرئاسي الأول تمثل في إعلان فخامته عن إنشاء صندوق لترقية التنمية الحيوانية سيبدأ العمل بسقف مالي يصل ثماني مليارات أوقية قديمة.
أما القرار الثاني، الذي بشر به الرئيس مستقبليه في تمبدغه ومن خلالهم كافة الشعب الموريتاني، فهو إنشاء مؤسستين عموميتين، إحداهما لتربية المواشي وتشييد المسالخ، والثانية لتحسين السلالات وتسيير المسارات الرعوية.
إن هذه اللفتة، الكريمة وغير المسبوقة، نحو ثروة حيوانية طائلة ظلت عرضة للإهمال، لحَرِيَّة بالإشادة والتثمين، نظرا لما ستسفر عنه من صيانة لهذه الثروة، وفتح لمصانع الألبان واللحوم والجلود والأظافر والقرون، وتحقيق للاكتفاء الذاتي وتصدير نحو الأسواق الأجنبية، وتشغيل لليد العاملة، كما أنها ستعمل على تنقية المجال البيئ من تحديات إهمال ثاني ثروة حيوانية في الوطن العربي بعد السودان.
لقد بات للزيارات الرئاسية نحو الداخل طعم جديد ومفيد، غير أصوات الزغاريد والرقص واللافتات وبيانات المساندة والتأييد والسهرات الفنية، وأصبحت أعناق بقية مدن البلاد مشرئبة نحو اليوم الذي ستستقبل فيه رئيس الجمهورية لتنال حظها من قراراته الإنمائية التي تنعكس إيجابا على أرض الواقع، بعيدا عن الخطابات الرنانة والوعود العرقوبية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء