اختتم ليل السبت بساحة عبد الله ولد عبيد قرب كرفور ولد أماه، ملتقى ذاكرة لكصر، إحياء لقيم الوحدة والتسامح والعطاء، المنظم من طرف بلدية لكصر والمركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات، أيام الخميس والجمعة، والذي شهد عدة محاضرات وأنشطة علمية عن تاريخ المقاطعة وأعلامها.
وقد تم حفل الاختتام بحضور حاكم مقاطعة لكصر، وعمدة بلدية تفرغ زينه، ورئيس المركز الإقليمي للأبحاث والاستشارات، وعدد من رموز مقاطعة لكصر.
وشهد الحفل توزيع سلات رمضانية على 200 أسرة ضعيفة في المقاطعة، وذلك من خلال تسليم البطاقات للمستفيدين منها ضمن أنشطة الحفل، الذي أحيته فرق فلكلورية متخصصة في المديح النبوي.
ضيف شرف الملتقى عمدة بلدية العرية السيد محمدن ولد أحمد ولد أمغر عبر عن شكره الجزيل لعمدة بلدية لكصر، معتبرا أن الجهود التي يبذلها والإرادة الصلبة التي تميزه يجب أن تكون مثالا يحتذى لكافة المنتخبين.
وأشار إلى أنه لمس في عمدة لكصر روح الإصلاح، والحرص على إفشاء ثقافة التسامح، وتوطيد علاقات التعاون والتبادل المثمر بين مختلف المجالس البلدية، معتبرا أنه يحظى بدعم واسع من طرف سكان بلديته من أجل مواصلة مسيرة التنمية، وكسب رهاناتها.
عمدة بلدية لكصر الدكتور محمد السالك ولد عمار وفي كلمة له بالمناسبة، شكر رئيس المركز الإقليمي للأبحاث الدكتور سيدي أعمر ولد شيخنا، على التعاون المثمر الذي ساهم في نفض الغبار عن تاريخ وذاكرة المقاطعة الزاخرة بالأحداث الوطنية الهامة.
وأشار إلى أن هذا التعاون مكن من تسليط الضوء على حقبة هامة من تاريخ هذا البلد، وذلك من خلال محاضرات الأساتذة والباحثين، الذين ساهموا من خلال عروضهم في تسليط الضوء على تاريخ المقاطعة الحافل بقيم التسامح والوحدة والعطاء وتكريس الوحدة الوطنية، والبذل والعطاء الذي ميّز مقاطعة لكصر، وكان لها دور بارز في تجسيده من خلال أحسن وأبهى الصور.
وأوضح الدكتور محمد السالك ولد عمار أن الملتقى حرص على تكريم أسر معروفة تميزت بعطائها، مشيرا إلى أن التكريم لم يكن سوى نموذجا لعدد كبير من الشخصيات والرموز التي لا يمكن حصرها، قائلا إن تلك الرموز لعبت أدوارا هامة في نشأة الدولة الموريتانية، وإرساء سفينة السلم الاجتماعي على شاطئ الأمان.
وأكد حرص البلدية على الاستمرار في مواكبة تدوين وتوثيق التراث الغني للمقاطعة الذي يعكس مراحل هامة من نشأة عاصمة البلاد.
وعبر عمدة المقاطعة عن شكره الجزيل لضيف شرف الملتقى عمدة بلدية العرية التابعة لمقاطعة واد الناقة، مشيرا إلى أن عمد المناطق الريفية يواجهون الكثير من التحديات في سبيل تحقيق التنمية المنشودة، قائلا أحيي فيه روح المبادرة والجدية والسعي لخدمة بلديته، مؤكدا أن ذلك كان وراء دعوة بلدية لكصر له كضيف شرف في الملتقى.
وأوضح الدكتور محمد السالك ولد عمار أن البلدية تبذل جهودا مستمرة من أجل أن يستفيد الشباب من هذا التاريخ الزاخر، وأن يتعلموا منه أهمية الوحدة الوطنية، وقيم السلم الاجتماعي والتسامح، مضيفا لن ندخر أي جهد من أجل أن يتشبع شبابنا بكل هذه القيم في مثل هذه الفضاءات التي شيّدتها البلدية لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.
نشير إلى أن فعاليات الملتقى انطلقت صباح الخميس الماضي بفندق "أزلاي" في نواكشوط، وشهد عدة عروض وجلسات علمية عن تاريخ المقاطعة، وسط مشاركة واسعة للباحثين والأساتذة الجامعيين وعلماء البلد.