"السحوه" عند مجتمع البيظان، هي غلو في الحياء، وقد ابتدعوها وألبسوها لبوسا دينيا لكي يحموها من الانتقاد.
هذا النوع المتطرف من الحياء لا وجود له في الشمال العربي ولا في الجنوب الإفريقي، ولا وجود له أيضا في معظم المجتمعات الإسلامية باختلاف أعراقها وبيئاتها.
لا جدال في فضل الحياء وأهميته لكونه شعبة من شعب الإيمان، لكن الحياء هو الامتناع عن فعل القبيح ،وليس الامتناع عن فعل الجميل وكبت المشاعر والحجر على الناس كما هو سائد عندنا.
الحياء عندنا هو تعذيب للمرأة، فبدلا من أن تفرح بحملها ويحتفل به الجميع كما هو متعارف عليه في كل المجتمعات؛ عليها أن تمتثل لسلطان المجتمع المتمثل في عادة السحوة، وتكتم خبر حملها، وإذا ما أثير موضوع الحمل بحضرتها فيتوجب عليها التزام الصمت المطبق أو ترك ذلك المجلس فورا.
لا تنتهي عذابات المرأة بسبب السحوة عند هذا الحد، بل تتعداه إلى التشبه بالملائكة في حضرة والد ووالدة زوجها، فالمجتمع يحظر عليها بموجب قانون السحوة، الأكل والشرب في حضرتهما، ويمنعها كذلك من الاعتناء بابنها أو إنقاذه من خطر محدق طالما يراها أب أو أخ أكبر منها، وهي في هذه تشترك مع الرجل.
المرأة أيضا لا تستطيع في ظل هذا القانون الجائر أن تنادي زوجها باسمه، وفي بعض الحالات يمنعها من التلفظ باسم وليدها.
السحوة وكوارثها هي مجرد مثال على ما يمتلكه هذا المجتمع من عادات لا أصل لها في الدين، ومع ذلك يصر على عدم الخوض فيها باعتبارها وحيا منزلا. مجتمع مريض بتلك العادات البائدة، مجتمع يركز على القشور ولا ينظر إلى الجوهر، مجتمع يقرأ أن لا إكراه في الدين، ويصر على الإكراه في العادات!!
محمد سالم ولد مولاي أحمد