افتتاحية/ الرئيس الغزواني.. أمل مجموعة G5 في تجاوز صدمة غياب ديبي

رغم أن الرئيس اتشادي الراحل إدريس ديبي ظل يمثل العمود الفقري للقوة الضاربة التي شكلتها دول الساحل الخمس G5، مطلع يوليو 2017، والتي تعمل على وضع حد لنفوذ الجماعات المسلحة التي بدأ نفوذها في المنطقة يتزايد خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني ظل العقل المدبر للمجموعة منذ تأسيسها، حيث كان يتولى قيادة جيوش بلاده في تلك المرحلة، قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية وقائدا أعلى للقوات المسلحة. 

كانت خبرات ولد الشيخ الغزواني العسكرية والأمنية المتراكمة، وعلاقاته الاقليمية والدولية التي نسجها بحكم منصبه السامي، ورزانته وتأنيه في فهم الأحداث واتخاذ القرارات، عامل قوة للمجموعة الاقليمية الوليدة، فكان قطب رحى وضع الخطط الاستراتيجية، وصاحب الكلمة الأخيرة في التعاطي مع الشركاء. 

وبمجرد استلامه مقاليد السلطة في نواكشوط، وجدت مجموعة G5 دفعا قويا، ورؤية متبصرة، وتحديدا غير مسبوق للأولويات، فكانت رئاسته الدورية للمجموعة تعبيدا وإنارة لطريق التعامل مع شركاء المجموعة الذين سمعوا، وبكل وضوح وفي أكثر من مناسبة، كيف أعاقت ديون دول المنطقة إطلاق يدها لمحاربة الجماعات المسلحة، وكيف فاقمت جائحة كوفيد-19 من معاناة الموازنات في تلك الدول، فكان الحل الوحيد، الذي كرره في القمم والمؤتمرات والمقابلات الصحفية، ينطلق من شطب تلك الديون كخطوة أولى على طريق تمكين دول المجموعة من زيادة الإنفاق العسكري.

صحيح أن المجموعة تلقت ضربة قوية بموت الرئيس اتشادي، الذي طالما ساعد المنطقة بالرجال والعتاد، ولكن الأمل يبقى معقودا على حكيمها وواضع خططها والمتحدث مع شركائها، الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. 

ولم يخب ظن قادة المنطقة وشعوبها في الرئيس الغزواني الذي قاد من أول لحظة لتشييع الرئيس الراحل ديبي، وساطة لتهدئة الوضع المضطرب في تشاد، سبيلا إلى تقوية الجبهة الداخلية لدولة تمثل القوة الضاربة لمجموعة دول الساحل الخمس G5.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء 

سبت, 24/04/2021 - 19:05