لا يكاد يمر يوم إلا ويظهر في وسائل الإعلام الحديث عن وقائع طعن مميتة ، ينفذها مجرمون متمرسون ، مردوا على الجريمة ، بدافع الابتزاز تارة وبدافع الانتقام أخرى ، لكن مجزرة انواذيبو البارحة ليلة الثاني عشر من رمضان مؤشر خطير يدل على فداحة المرحلة التي وصلت إليها جميع أجهزة الدولة والمجتمع من الفشل الذريع في التصدي لهذه الظاهرة المردية ..
لقد حرم الله القتل وشنعه وبشعه ، خصوصا قتل المسلم غيلة فقال : (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) ، ورتب عليه القصاص قائلا (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى..) وأثنى بأبلغ عبارة عن فوائد القصاص بقوله (ولكم في القصاص حياة يأولي الألباب لعلكم تتقون)قال الإمام ابن جرير : ولكم ياأولي العقول فيما فرضت عليكم وأوجبت لبعضكم على بعض من القصاص في النفوس والجراح والشجاج ما منع به بعضكم من قتل بعض ، وقدع بعضكم عن بعض ،فحييتم بذلك فكان لكم في حكمي بينكم بذلك حياة..
إن انتشارجريمة القتل غيلة بين شبابنا تدل على فشل الخطط التربوية ، وعلى ضعف أداء المساجد والدعاة في تهذيب الشباب ، كما تدل على مدى انتشار المخدرات ، والأخطر من ذلك غياب الأمن الوقائي ، حيث يجب أن تكون هناك دوريات دائمة لحفظ الأمن ، تستبق الجريمة ، بوقف أصحابها عند الاشتباه في حالهم ..
واليوم ونحن نترحم على أرواح كل المغدورين في هذا الشهر نلفت عناية الحكومة والرئيس والمجتمع إلى ضرورة تفعيل القصاص من هؤلاء القتلة على رؤوس الأشهاد، وننصحه أن تكون البداية بمرتكبي اغتيال شيخ انواذيبو من طرف ماليين لاستخدام عضوه الذكري ودمه في صناعة سحر أسود..وهي جريمة معروفة..أشبه بالخيال لبشاعتها..
أيها الرئيس إنك مأمور من قبل الله بإنفاذ حدوده ، وبحماية أمننا المنفلت ، ونطمئنك أن أمريكا لاتزال تطبق هذا الحد في ولاياتها ، وأن إقناع الشركاء الاقتصاديين سهل بهذه الطريقة ، كما تعلمون أن الغرب متى ما حفظت مصالحه الاقتصادية في الاستثمار ، فكل نوح منه على حقوق الإنسان ، لاتسعده دموع حقيقية ..
أيها الرئيس إننا قلقون من مستقبل أمننا الاجتماعي في ظل تراخي الحكومة عن أسباب الفتن ، ومنها انتشارقتل الغيلة ، فقد ضاق الشعب به ذرعا..فطبق حد القصاص فإن فيه حياة وأمنا ، وفعل دور الدعاة والأئمة والمدرسة في التعبئة ضد هذه الجريمة البشعة .. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين.