وكالة الوئام الوطني : لم تجد حيرة المراقبين وعلامات استفهامهم المتكررة حول أسباب اللعنة التي حلت بمدينة روصو مبررا مقنعا.
ذلك أنها تعد إحدى أقدم وأهم مدن البلاد في التاريخ الحديث، وتتربع على موقع استراتيجي لا يمكن أن يتوفر لمدينة إلا ونالت حظا وافرا من الرقي والازدهار.
فمدينة روصو تعتبر الواجهة الجنوبية التي تربط البلد بعمقه الغرب إفريقي، وتعتبر العاصمة الزراعية لموريتانيا، حيث تمتد على ضفاف نهر السنغال على تربة خصبة تؤتي أكلها كل حين، وهو ما أهلها لاستقطاب المستثمرين المحليين والدوليين.
إن حجم الاستثمار الذي يضخه رجال الأعمال في شركاتهم الزراعية يكفي وحده لكي تعلن مدينة روصو قطبا اقتصاديا يعود بالنفع على وجه المدينة الحضاري، وعلى دخل الفرد فيها.
وفضلا عن الموقع الاستراتيجي الهام للمدينة، ووزنها الاقتصادي الكبير، ظلت روصو مركزا ثقافيا يشع عطاء ويمنح كوادرا للدولة الوليدة، حيث ضمت أقدم ثانوية خرجت الرعيل الأول من الكوادر والأطر الذين ساهموا في مرتنة وظائف الدولة منذ فجر الاستقلال.
ومع كل ذلك، ظلت روصو مدينة منسية يأكلها الباعوض، وتحاصرها القمامات، فلا طرق معبدة، ولا شوارع نظيفة، ولا بنى تحتية مشيدة، ولا صرفا صحيا يقيها الروائح النتنة والحشرات الضارة.
إن المتابع لواقع المدينة المزري يزداد حيرة حينما يعلم أن مداخيل بلديتها تزيد بأضعاف كثيرة على ميزانيات نظيراتها في معظم الولايات، ومع ذلك لا تكاد تحس من أحد من البلدية أو تسمع له ركزا ما لم يتعلق الأمر بجُباتها الذين لا يرحمون عاجزا، ولا يمهلون معسرا.
فأية لعنة تلك التي أصابت مدينة أنصفها التاريخ، وجادت عليها الجغرافيا، وأغدقت عليها رؤوس الأموال؟!.. إنه ظلم الأبناء وذوي القربى!!!.
تقرير مصور لموفد الوئام الوطني