شالوم دولة الأكاذيب والعصابات / الإعلامي حسن عثمان المدير الناشر لصحيفة مغاربي

 

على امتداد ثلاثة وسبعين عاما ، لم تتمكن إسرائيل من تخطي عتبة الدولة الدينية الخارجة من أسطورة الأرض الموعودة إلى واقع الدولة المدنية المحكومة بعلائق قانونية وإنسانية مع محيط جغرافي بالغ الهشاشة والحساسية.
وسواء تعلق الأمر بشعار إسرائيل الكبرى الممتدة من الفرات الى النيل أو بصفائها اليهودي المفترض الذي لم يتسع صدره للفلاشا ذوي السحنات السمراء فان أبرز ما ميزها طوال العقود الماضية كونها دولة أكاذيب ودولة عصابات.
 فهي تكذب عندما تصطنع سلاما زائفا بينما تبحث جرافاتها عن بيوت الفلسطينيين وأشجار الزيتون تمهيدا لاقامة مستوطنات لشذاذ الآفاق الباحثين عن هيكل داوود تحت المسجد الأقصى. 
وهي تكذب عندما تستدر دموع الآخرين بالهولوكوست بينما يتباهى نتنياهو بأنه سيحرق غزة ويعيدها الى القرون الوسطى.
أما كونها دولة عصابات فذاك شأنها الدائم منذ أن قامت عصابات الهاغاناه بشرعنة الإبادة الجماعية لأصحاب الأرض تحقيقا للدعاوى الدينية الزائفة التي ابتدعتها بروتوكولات حكماء صهيون.
ولأن الحقيقة تظل أول ضحايا الحرب،  كشفت حرب الأيام الثمانية الماضية أن جيش الدفاع الذي لا يقهر أضعف من أن يتصدى لإرادة شعب يقاوم الإحتلال وأن الأرض الموعودة المتوهمة ليست جواز مرور الى جنة المتقين وأن السلام المفترى عليه كذبا وإدعاء ليس أكثر من بيت ورق تعصف به الرياح العاتية في رقعة يكثر فيها اللاعبون والمغرضون والمتفرجون ذوي النوايا الطيبة التي لا تنقذ مصابا من الموت في أحياء غزة المقاومة ولا تهدئ روع يهودي يرتجف خوفا تحت حماية القبة الحديدية.
والشاهد الآن أن دولة الأكاذيب والعصابات لم تعد تملك خيارا غير التسليم بأن ذاكرة الدم الفلسطيني ستختزن كل التفاصيل بداية بسقوط أول حجر في بناية وانتهاء بصرخة أول طفل شهيد. 
وبقدر ما سيطول طريق الآلام الفلسطينية، سيصبح الوعد الصادق أقرب ولن يصح إلا الصحيح.

 

المدير الناشر لصحيفة مغاربي

ثلاثاء, 18/05/2021 - 21:40