رغم التحديات الكثيرة والخطيرة التي خلفتها عشرية النهب المنظم لمقدرات البلد، وما اعقبها من انكماش اقتصادي بفعل جائحة كورونا، لم يقف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني عند حد السعي لإخراج بلده من كل تلك التحديات دون أن يضع هموم ومصالح القارة الافريقية على رأس أولوياته كلما سنحت له الفرصة لمخاطبة الشركاء في التنمية.
ففي مطلع مايو 2020، دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في كلمة له خلال القمة الافتراضية لرؤساء دول وحكومات حركة عدم الانحياز، دول الحركة إلى إلغاء ديون دول القارة الإفريقية، في ظل تفشي فيروس كورونا والتحديات التي فرضها.
وأضاف أن "الحل الوحيد لتفادي التأثيرات السلبية لكورونا على الدول الإفريقية، يكمُن في إلغاء مديونيتها الخارجية نظرا لحجم التحديات المختلفة التي تواجهها".
وأكد على أن "التدابير التي تتخذها الدول بشكل فردي في هذا الوضع، لن تكون كفيلة بمواجهة التحديات الناجمة عن الجائحة بأبعادها الصحية والاقتصادية والاجتماعية".
وفي منتصف شهر دجمبر الماضي طالب الرئيس الموريتاني، حينما كان رئيسا دوريا لمجموعة الخمس بالساحل، بالإلغاء الفوري لمديونية المجموعة، ودعم مختلف الخطط الوطنية لتمكين بلدانها من التغلب على آثار هذه الأزمة متعددة الأبعاد.
وقال في خطاب له بمناسبة ذكرى تأسيس المجموعة، إن “جائحة كورونا، أعاقت تنفيذ الأهداف التي رسمتها المنظمة، وساهمت في هشاشة اقتصادياتها المنهكة اصلا بالديون”.
وأكد الرئيس الغزواني أن “بلدان الساحل، أظهرت صمودا على المضي قدما في مواجهة انعدام الأمن، وإطلاق برامج إقلاع اقتصادي”.
لقد ظل الهم الإفريقي حاضرا في ثنايا المقابلات الصحفية التي أجراها الرئيس الغزواني مع وسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية.
واليوم، حرص الرئيس الموريتاني على حضور أعمال قمة "تمويل الاقتصادات الافريقية" بالعاصمة الفرنسية (باريس)، بحضور الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وزعماء ورؤساء حكومات الدول الأفريقية والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولى كريستالينا جورجيفا ورئيس بنك الاستثمار الأوروبي فيرنر هويار، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والبنك الأوروبى للإنشاء والتنمية، وعدد من مسئولى الدول الأوروبية ومجموعة السبع الصناعية الكبيرى ومجموعة العشرين ومنظمة التجارة العالمية والبنك الأفريقى للتنمية .
إنها فرصة ثمينة لم يكن رئيس الجمهورية ليضيعها لإبلاغ صوت قارته التي هي عنوان اجتماع باريس، لتظل موريتانيا، دائما وأبدا، البلد الذي يحمل هم القارة الإفريقية في المحافل الدولية.
وكالة الوئام الوطني للأنباء