على الشارع المار من أمام وزارة التجهيز والنقل في العاصمة نواكشوط، والمتجه صوب مقاطعة السبخة، ووسط مزارع النخيل والنعناع المعروفة باسم "احرايث سينكييم"، يجلس التاجر محمد عارضا بضاعته المتمثلة في بيع عشب الأرز والفسدق بعد استجلابه من ولاية كيدي ماغه، وحتى من السنغال، وتسويقه لزبنائه في نواكشوط.
يؤجر التاجر محمد مساحة صغيرة لعرض تجارته من العشب بمبلغ قدره 30 ألف أوقية قديمة شهريا يدفعها لصاحب المزرعة، ويقوم بتهيئة المكان كلما حان وقت وصول تجارته التي تتأثر بموسم الأمطار، وتنتعش كلما جفت الأرض ومالت خضرة المزارع إلى الاصفرار وحلت مواسم الحصاد.
يقول محمد، في تصريح خاص لوكالة الوئام الوطني للأنباء، إنه يمارس هذه المهنة منذ سنوات عديدة ويعيل منها أسرته القاطنة في حي البصرة بمقاطعة السبخه.
ويضيف أن أشكالا عديدة من العشب المعروض للبيع تأتي من السنغال وكيدي ماغه، مشيرا إلى أن غالبية زبنائه هم ممن يقومون على تربية الخيول والأغنام.
وأوضح محمد أن زبناءه ينتشرون في مختلف مقاطعات العاصمة، لكنه يفضل أؤلئك القادمين من تفرغ زينه "فالكميات التي يشترونها أكبر، والأسعار التي يدفعونها أفضل"، بحسب تعبيره.
وحول سؤال للوئام عن سبب اقتناء زبنائه في تفرغ زينه لكميات كبيرة من تجارته، قال محمد إن غالبية زبنائه في مقاطعة الأغنياء يربون الخيول، موضحا أن الخيل تستهلك الكثير من الطعام لأنها تتطلب طاقة أكبر من بقية الحيوانات الصغيرة.
ويقول محمد إنه كان يمتهن الصيد البحري كصياد تقليدي، لكن مهنة بيع العشب استقطبته وأخذت نصيب الأسد من وقته باعتبارها أكثر راحة وأكبر دخلا، لكنه استدرك قائلا: "لا زلت أخصص ثلاثة أشهر في السنة لممارسة مهنة الصيد.. إنها أشهر الخريف التي يتعطل فيها استيراد العشب".
وعن التحديات التي تواجه عمله كتاجر عشب في العاصمة، أوضح محمد أن أهمها يتمثل في محاولات السلطات العمومية تقليص المساحة التي يستأجرها بحجة إبعاد بضاعته عن الشارع خوفا عليها من أن تتعرض لحريق، مشيرا إلى أن ذلك يجبره على تكديس الكثير من أكياس العشب، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا، على حد وصفه.
ويبيع محمد أكياس العشب صغيرة الحجم ب 1000 أوقية قديمة، والمتوسطة ب 3000 أوقية، أما الكبيرة فيبيعها ب 3500 أوقية.
تقرير جمال أباه