مضى زمن استحمار الرأي العام ..

افتتاحية وكالة الوئام الوطني : بدأت ماكنة التخريب تحرك بيادقها للنيل من استقرار البلاد جاعلة من تسييس الأمن مطية لتحريض الشارع على نظام قضى كليا على آمال عشرية الهدم في أن تنتعش مجددا.

لا شك أن بيادق العشرية السوداء ستتعلق بكل قشة بعد أن أغرقها الرئيس الجديد في بحر لجي من الحجج والإنجازات والعمل الجاد.. ولا شك أنها ستتشبث بكل خشبة جوفاء بعد أن أغرقها النظام الجديد في وحل من طين التخبط في التفاهات غير المقنعة..

إننا أمام نظام بائد يحاول، عبر بيادقه المرتشية، أن يعيد إلى نفسه الحياة بعد أن مات في أذهان شعب عانى في ظله من ويلات الجوع والنهب والارتجالية وسوء الخلق. وليس ركوب موجة الأمن الحالية إلا جزءا من حملة ذلك النظام رغم أن أفظع عمليات القتل وقعت في عهده، ورغم أن الرقم القياسي في الاغتصاب حُطم في عهده، ورغم أن أكبر الاكتشافات في "علم النهب" برزت في عهده. ويريد لنا نظام عشرية الزيغ أن ننسى أن انتشار الجريمة اليوم يعود إلى تركه الحبل على الغارب للمخدرات أيام حكمه حين جعلها تنتشر في المدارس والأسواق والشوارع تطبيقا لتفاهمات ومرابحات يعرف الأمن الموريتاني علاقته بها وبأباطرتها الذين أخرجوا من السجن جهارا نهارا دون سابق إنذار. كما يريد لنا نظام عشرية الحيف والطغيان أن ننسى أن انتشار الجريمة اليوم يعود إلى تفاقم البطالة والفقر الناتجين عن نهب مقدرات وثروات البلاد في عهد كان فيه رئيسها منشغلا بـ"إطفاء التلفاز" تجبرا وطغيانا واحتقارا لحرية التعبير واستئسادا على ممتلكات الشعب.

مهما يكن، فإن ماكنة التخريب ستفشل في تحريض الرأي العام على نظام جعل من الجدية طابعه، ومن احترام الفرقاء ميسمه، ومن الإنجازات الملموسة دأبه، ومن التشاور صفته، ومن الاستقرار فلسفته.. كما أنها ستفشل أمام الإجراءات العملية المقام بها حاليا للسيطرة على الوضع ونشر الأمن وإبعاد الخوف عن كل بيت موريتاني. وعلى كل حال فالرأي العام الوطني لم يعد غبيا كما يتصور "الخفاش الأحمر"، وبالتالي لم يعد قابلا للاستحمار الذي ولى زمنه إلى الأبد.

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء