عقيلي ولد الشيخ التراد "24سنة"لاعب كرة قدم يلعب لنادي "دار البركة "الذي ينشط في الدرجة الثانية من الدوري الموريتاني،أبعدته الإصابة عن الملاعب منذ العام الماضي.
الإصابة ،جعلته يتفرغ للإعتناء بصالته الرياضية لكرة القدم ،والتي كانت تدر عليه بدخل يصفه عقيلي بالمقبول ،لكن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات لمجابهة كورونا ،أسفرت عن تحول لم يرغب فيه عقيلي فيقول:
"كان العمل في الصالة، يبدأ من السادسة مساءا وحتى الثانية فجرا،وكنت أحصل في الليلة الواحدة على مايقارب 40ألف أوقية ،كنت راضيا بشكل كبير عن هذه المهنة حتى ظهر كورونا.
تكبدت خسائر كبيرة ،وتوقف دخلي بشكل نهائي .
الآن تواصل صالتي عملها لكن الدخل لم يعد إلى مستواه الطبيعي."
بعد تسجيل حالتين مؤكدتين من فايروس كورونا في العاصمة نواكشوط وفي التاسع والعشرين من شهر مارس من عام2020تحديدا ،أعلنت السلطات الموريتانية، أن العاصمة نواكشوط مدينة موبوءة ،وفرضت حظر التجول الجزئي على عموم التراب الوطني من السادسة مساءا وحتى السادسة فجرا.
قرار، جعل أصحاب صالات كرة القدم في حيرة بحسب عالي ولد حامد الذي يعمل في هذا المجال منذ عقد من الزمن.
يقول عالي عن تجربته مع الإغلاق:
"أربعة أشهر مضت علي من دون دخل وبدون أي عمل ،كانت أصعب فترة مررت بها منذ ولوجي لهذا المجال،لم أجد أي لفتة من الحكومة ،ومع ذلك كنت مجبورا على دفع الضرائب طيلة الفترة .
وعند انقضاء الموجة الأولى من الفايروس،وإلغاء جميع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة،استأنفت عمل صالتي، وقبل أن أستفيق من مخلفات الإغلاق ،باغتتني الموجة الثانية من الفايروس .
منذ عام وأنا أكافح داخل الصالة ،رغم الركود الذي أشهده أحيانا
ولم يبق لي سوى التعايش مع مقتضيات الجائحة."
وضعية عالي وعقيلي، تنطبق بشكل عام،على جميع أصحاب صالات كرة القدم ،وكغيرهم من القطاعات الأخرى ،لم يحظوا بلفتة من الحكومة طيلة فترة الإغلاق،على حد تعبير أغلبهم.
ليكون البحث عن البديل بطريقة أخرى هي الحل لدى بعضهم،حين لجأوا إلى فتح الصالات، في ساعات الصباح الأولى بدل المساء ،وإن كان لمدة ساعتين فقط بحسب "منه ولد سيدي"الذي اعتمد بعض زملائه هذه الطريقة ،وساعدتهم في مجابهة الفايروس،إلا أن "منه"كان في وضعية مختلفة .
يقول منه:
"لم تكن لدي مدخرات من أجل مواجهة الجائحة،وكنت ملازما للبيت خوفا من عدوى الفايروس.
قضيت 4أشهر دون أن أجني قرشا واحدا.
وخلال الموجة الثانية حاولت أن أفتح الصالة في الصباح بعد نصيحة من زميلي،لكنني لم أنجح في ذلك .
الآن، أواصل العمل داخل الصالة ،وأخسر ثلاث ساعات من الليل تأثرا بفرض سريان حظر التجول الليلي الذي يبدأ عند منتصف الليل.
كان دخلي قبل كورونا يقارب 40ألفا في ليلة واحدة ،ثم تراجع بشكل كبير،وأتقاضى الآن في الليلة الواحدة مابين 15ألفا و20ألف"
ظهور كورونا في البلاد خلال الموجة الأولى ،أرهق أصحاب صالات كرة القدم بشكل كبير،وقبل الاستفاقة من مخلفاتها باغتتهم الموجة الثانية،ليبقى ترقب الموجة الثالثة الهاجس المقلق لديهم ،خاصة بعد تزايد أعداد الإصابات ،خلال الآونة الأخيرة.
تنشر هذه المادة بدعم من JDH/JDR-صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا
حمن يوسف