افتتاحية الوئام : مثل ال17 يوليو يوما مفصليا في تاريخ الصحافة الموريتانية، التي أراد لها البعض أن تمضي في نفق لا نهاية له، ولكن إرادة الصحفيين كانت أقوى من كل التحديات، وأذكى من كل المؤامرات.
لقد ضرب منتسبو نقابة الصحفيين أروع الأمثلة في الإصرار على انتزاع الحقوق، وبناء المستقبل، والتأسيس لتمهين الحقل الصحفي، بل، ورفض الرضوخ للإملاءات والضغوط التي سعت إلى دوام الحال، فجاء الرد الصارخ بأن ذلك من المحال.
إن نتائج الاقتراع الذي جرى الليلة البارحة في دار الشباب القديمة، لاختيار نقيب ومكتب تنفيذي للصحفيين، جاءت لتعلن نصر الصحافة، وإمساك ممتهنيها الفعليين لزمام مهنتهم، ووضعها على السكة الصحيحة.
فبإعلان انتخاب النقيب أحمد طالب ولد المعلوم انتعش الأمل بتحقيق تمهين حقيقي لمهنة ظلت أبوابها مشرعة أمام كل من هب ودب، لكنها، واعتبارا من اليوم، ستصبح حكرا على مستحقيها الذين ولجوها بالإيمان، وصنعوها بالكفاءة ودافعوا عنها بالتضحية، وعضوا عليها بالنواجذ رغم قوة وكثافة القوى الطاردة.
إننا في وكالة الوئام الوطني للأنباء لنهنئ النقيب المنتخب، ومنتسبي الحقل الصحفي، كما نعبر للسلطات العمومية عن جزيل شكرنا لوقوفها على الحياد، وترك الصحفيين يقررون مستقبل مهنتهم بكل حرية، كما سبق أن فعلت في انتخابات نقابة المحامين، وهو أسلوب جديد انتهجته الحكومة بإيعاز من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، سيثمر مؤسسات مجتمع مدني تمتاز بالقوة والمصداقية، ومؤهلة لتكون شريكا فاعلا يمكن التعويل عليه في بناء الوطن.
إسماعيل ولد الرباني المدير الناشر لوكالة الوئام الوطني للأنباء