إلى مفدي زكرياء : الجزائر لا تحترق / قصيدة للشاعر سيدي ولد أمجاد

(إلى مفدي زكرياء :  الجزائر لا تحترق )

قصيدة كتبها الشاعر الكبير سيدي ولد أمجاد  تضامنا مع الجزائر الحبيبة وشعبها الكريم ، في وجه الحرائق الملتهبة..... وكأنها في دمي، وفي دماء كل الموريتانيين الأحرار .

1- ساطفئ النار من حبي لها مطرا

يداعب السرو والصفصاف  والقمرا

2- ففي فؤادي  نار من  صبابتها

تذرو الحرائق بردا باسما عطرا 

3- ضدان ما اجتمعا إلا ببارقة

تهمي سلاما على تلك الربى بشرا 

4- هي الجزائر فاهتف إنها حلل 

من الفخار سيبقى ناصعا  نضرا

5- ومن رماد ليالي الحزن  تبعثها

شبابة المجد في عليائها دررا

6- في تيز وزو ، وفي الأوراس ما احترقت 

تلك العزائم تغشى الموت مستعرا 

7- وكيف تخبو بمشكاة العلا همم

ضحت بنصف ومليون من الكبرا

8- مجاهدون دماهم نبض ملحمة 

عز الشهيد  بها في العالمين ذرى

9- فكيف  ترهبهم في الغاب محرقة

ستنجلي من لظى ارواحهم  عبرا

10- هذي بجاية والأحراش والهفي

وغنجة ، الماء من أعطافها  انهمرا 

11- قل للصنوبر والدردار  إن له 

والسنديان حديثا  لم يزل  خبرا

12- وناد في " التلة المنسيه" صاحبها

إن " العبور "  إليها في السما ظهرا 

13- واكتب ل"ياسين"  في تلك " الدروب" سنى

ف" ابن الفقير "  انار الكون وانتشرا

14- شعب الجزائر  اقوى من دجى حمم

تجري بها الريح ان كيدا وإن كدرا

15- هذا ابن باديس وهاج بطلعته

 أكرم به من لواء  ظل منتصرا

16- ولست انساك عبد القادر ابتهجت

بك الربوع اميرا  سيد الأمرا

17- إنا نحييك يا ارض الجزائر يا 

مهد الملاحم والأبطال  والشعرا

18- وقد رايت هنا (مفدي) يسامرني

من ثورة الشعر وحيا هزني وترا

19- فصرت اعزف من إيقاعه لهبا

تحيا الجزائر في أمجادها غررا

20- يا نار كوني لها بردا يطوف بها 

وعلليها سلاما صيبا خضرا

21-  وجنبيها عيون الشر واغتسلي

بموج شطآنها كي لا ترى ضررا

22- وارحم إلهي شهيدا قد قضى بطلا

فإنه قد قضى من حبها  وطرا

23- تنسم النار في احشائه أملا 

أن لا يموت صغار حوصروا زمرا

24- ونسوة وشيوخ هاهنا ملئوا

رعبا وخوفا تنادوا كي يروا وزرا

25-لكن جيش حمى التحرير كان لها 

ليث االكريهة إذ يغشى الوغى خطرا

26 -انضى من العزم  خيلا لا مرد لها 

وهب ممتطيا من روحه سقرا 

27- الله أكبر والدنيا ترددها 

ارض الجزائر تسمو بالإبا قدرا

28- غدا يزول الأسى  فالصبح منبلج

وينبت الحي في روض المنى  زهرا

29- وتمرع الغابة الجرداء  يانعة 

تسبي العقول وتسبي بعدها النظرا

30- فوق الجبال وفي تلك السفوح بها 

جنات عدن  ستبقى رونقا صورا

31- تعانق النجم حسنا بل يغازلها 

بين السحاب رأى من طيفها  اثرا

32- وقد يشب اوار النار  من وله

إذا يغار محب كابد السهرا

33- فيحرق الدار من أشواقه كمدا

ان لا يلاقي حبيبا طالما انتظرا

34- لكن دمعة وصل سوف تطفئها 

نار البعاد وتحمي السهل والشجرا 

35- هزي إليك بجذع النخل وابتسمي 

انت الجزائر  والإيمان ما انحسرا 

36- وعلمينا من الصبر الجميل سنى

يجلو الظلام وتيهي في العلا سيرا

37- ومورتان لكم زند لكم عضد

فحبكم في دمانا قد صفا وجرى

38- وكل عسر سيأتي اليسر يتبعه

وإن تأوه محزون  وطال سرى

39- ( مفدي ) :  الجزائر لا نار ستحرقها 

وذي المنارة صرح شامخ  بهرا

40- ازكى صلاة وتسليم على قمر 

  ما حج ركب لبيت الله  واعتمرا

    الشاعر :  سيدي ولد الأمجاد 

نواكشوط - بتاريخ 3 محرم 1443 الموافق 12 أغسطس 2021

خميس, 12/08/2021 - 22:35