العلامة الددو يرثي المرحوم ولد الشيخ سيديا

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله و سلم على رسوله الكريم
قلت في رثاء العلامة الشيخ سيدي بن عبد الرحمن بن محمد بن سيدي المختار بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي رحمهم الله أجمعين

الشيخ سيدي سار للرحمن
متحليا بسكينة و أمان
يقفو الأبين ذوي المكارم و العلى
و المجد سادتنا بكل زمان
متزودا بالعلم و التقوى و بال
إيمان و الإسلام و الإحسان
فشجا النفوس فراقه و تملأت
حزنا و تلك طبيعة الإنسان
لا لوم إن سمع الحليم بنعيه
فتفجرت بدموعه العينان
و تقاربت نبضات قلب خاشع
و هفا الفؤاد و صمت الأذنان
و همى الدعاء مع الثناء سحائبا
و جداولا من نبع كل لسان
فالله خص الشيخ سيدي يافعا
بخصال صدق في الكرام حسان
عقل كبير واسع و قريحة
تسمو على متوقد الأذهان
و فتوة و مروة و أبوة
و تواضع في طاعة الرحمان
و سداد رأي مستقل جامع
و فصاحة و بلاغة و بيان
ورعته أيد بالمكارم حفل
ربته في كنف عظيم الشان
و سقته من صافي العلوم و قربت
قاصي المطالب منه بالعرفان
فغدا منارا شامخا متألقا
فردا يشير إليه كل بنان
فحوى المكارم و المعارف و التقى
و الجود و الخلق الرفيع الداني
و سما إلى أفق السماء بهمة
علياء تسمو فوق كل عنان
و الأصل منه ثابت في منبت
للعز ما لأرومه من ثان
شرف العمومة و الخؤولة لائح
في الوجه حيث تقابل الطرفان
ها نحن نرفع فيه تعزية تلي
ق بمستواه الفذ  للقرآن
و الذكر و الصلوات و الزكوات و ال
قربات بعدُ و سنة العدناني
و الجود و السمت الجميل و عشرة
تزري بأري جنى و خمر دنان
و العلم و التعليم و الهدي القوي
م عبادة تزدان بالإدمان
و ولاية لله يرعى حقها
و كمالها بعداوة الشيطان
و الزهد و الورع النقي و عفة
و تنسك و نصيحة الإخوان
و بشاشة في الوجه تُسعد قبل أن
يأتي القرى الضافي على الضيفان
و لدوحة المجد الرفيعة أسرة الشي
شيخ الكبير أئمة الإيمان
و الآن أثني دون مبلغ غايتي
عما يليق من القريض عناني
و أكف من بحر المداد تمده
أبكار أفكار و عون معاني
ما لي بحصر صفاته و خصاله
و خصال أسرته الكرام يدان
لو كان شيخي ( سالما ) لسمعتمُ
ما عنه يقصر منطقي و بياني
آباؤنا قد أورثونا حبكم
و به غدينا في الصبا كلبان
و عزاؤنا فيكم بكل مصيبة
عن وصفها يتقاصر الثقلان
و الشيخ باق في بنيه و أهله
و الأسرة الغراء رأي عيان
نعم العزاء شيوخ صدق سادة
يسمون فوق الشيب و الشبان
يزهو بذكرهم القريض كأنهم
مدح لمدحهمُ  على الأزمان
كالشيخ إبراهيم عم أبيه من
عم الجميع برحمة و حنان
و هو الخليفة للجميع فما له
في وقته في المكرمات مُدان
و العم إبراهيم سيدنا الرضى
من لا يحيط بوصفه الملوان
و الشيخ أحمد صنوه أكرم به
من عالم في الدين ليس بوان
و كذا الفخامة فخرنا و سراجنا
تاج الأكارم عادم الأقران
من قاد للعلياء كل متوج
ألقى الجميع إليه كل عنان
و كذاك آل السيد المختار من
يقفون أولهم بدون توان
و كآل أحمد ذي الشموخ ذوي العلي
نعم الخؤولة سادة البلدان
و كآل باب جميعهم أكرم بهم
قد عم فضلهمُ على الأوطان
إن المكارم لن يزال لها فتى
منهم يجدد رسمها المتفاني
فالله ينصرهم و ينشر ذكرهم
و يحوطهم من صولة الحدثان
و يديم في الأعقاب ما ورثوا و ما
عرفوا به سلفا بكل مكان
و على ضريح الشيخ جادت ديمة
تهمي من الرحمات و الرضوان

محمد الحسن بن الددو

أحد, 15/08/2021 - 11:10