نظم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية صباح اليوم السبت 11/09/2021 فى قصر المؤتمرات ورشة بعنوان: تعزيز اللامركزية ودورها في تعزيز التنمية المحلية، وذلك بحضور لفيف من أطر الحزب والخبراء في مجال اللامركزية والتنمية المحلية، حيث أثروا النقاشات، مبينين قيمة اللامركزية ودورها في تسيير المجتمعات المحلية، وقد افتتح رئيس الحزب السيد سيدي محمد ولد الطالب أعمر الورشة بكلمة هامة، قال فيها:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
أريد أولا أن أحييكم جميعا على حضور الورشة الحزبية المنظمة اليوم تحت عنوان: تعزيز اللامركزية ودورها في تطوير مرتكزات التنمية المحلية، وذلك في إطار تنظيم الحزب لسلسلة من الورشات حول القضايا الوطنية الكبرى، مثل تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق، وكذا تموقع موريتانيا في شبه المنطقة، واليوم حول اللامركزية، كما ستنظم قريبا بقية الورشات المقررة حول قضايا وطنية هامة، وفق ما تمليه مقتضيات برنامج "تعهداتي" لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
أيها السادة والسيدات،
أنتم تدركون ما يعنيه تعزيز اللامركزية في تطوير الحكامة وتقوية دولة المؤسسات، باعتبارها ضرورة ديمقراطية ووسيلة قانونية وفنية في تجسيد مبدأ الديمقراطية الإدارية، وهو ما يؤكد أهميتها في عالم يضج بالتجارب والتنافسية الشديدة وما يفرضه ذلك من ضرورة الانسيابية في اتخاذ القرارات، والابتعاد عن الروتين الإداري، وتبني السرعة في تلبية الحاجات المحلية والتجاوب مع القضايا المطروحة من طرف المواطنين بطريقة سلسة.
ولاشك أن التقطيع الإداري الأخير الذي أعلنت عنه السلطات العمومية، سيسهم بشكل كبير في تعزيز اللامركزية من خلال تقريب خدمة الإدارة العمومية من أكبر عدد من المواطنين، حيث أن إنشاء مقاطعات جديدة وفق رؤية تنموية واضحة، سيسهم في تطوير البنية الإدارية الوطنية، ويعزز مؤسسات الدولة على المستوى المحلي، انسجاما مع إرادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ورؤيته الثاقبة في تطوير حياة المواطنين، ومؤسسات الدولة الإدارية والخدمية.
لذلك أنتم مدعوون اليوم للتفكير والإدلاء بآرائكم السديدة والواعية حول تجربة الأساليب الجديدة للتسيير المحلي الناجح، والتي ينبغي أن تعمم تجاربها الرائدة على كافة الوحدات التسييرية المحلية، من أجل ترسيخ تقاليد حديثة ومتلائمة مع بنيتنا الثقافية والمجتمعية، وتلبي تطلعات أجيالنا المتجددة الطامحة إلى غد مشرق ووضاء، لما تعمل عليه اللامركزية من تحقيق العدالة بين كافة الجهات المعنية ولأنها وسيلة فنية وعملية ناجحة لتوعية وتكوين المواطنين سياسيا واجتماعيا من خلال إشراكهم في التسيير.
أيها الجمع الكريم،
إن التئام هذه الورشة الهامة اليوم ليؤكد على الدور الطلائعي للأمانات التنفيذية بالحزب، وما تقوم به من مبادرات وأنشطة في صميم تطوير عملنا السياسي والحزبي المستمد من برنامج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي يثبت يوما بعد يوم مدى استجابته لتطلعات الموريتانيين في بناء دولة قوية، متفانية في خدمة شعبها، وتتمتع بمصداقية منقطعة النظير في محيطها ومع كل شركائها.
لقد كان برنامج "تعهداتي" لفخامة رئيس الجمهورية على دراية تامة بمتطلبات المرحلة، ومستلزمات عصرنة الإدارة وعقلنة التسيير، حيث بوب بعناية لتعزيز اللامركزية ((من خلال إعادة تنظيم المصالح الخارجية للإدارة المركزية للدولة بشكل أفضل، بغية تكييفها مع نظام اللامركزية الجديد.. وإنشاء مراكز جهوية للإدارة العمومية.. مع التنفيذ الفعلي للتدابير المتعلقة بنقل الصلاحيات والموارد المالية إلى السلطات المحلية والإقليمية (الجهات والبلديات)).
حيث باشرت السلطات العمومية تنفيذ هذه الالتزامات منذ تسلم فخامة رئيس الجمهورية مقاليد السلطة في البلد، من أجل إشراك المواطنين من خلال منتخبيهم، في تسيير ثرواتهم ومصالحهم المختلفة، وفق آليات واضحة وشفافة. وقد عمل حزب الاتحاد من اجل الجمهورية منذ مؤتمره الثاني العادي على احتضان وحماية هذه المكتسبات، من خلال تحسيس وتأطير مناضليه، وهو ما أسهم في تنفيذ أبرز الجوانب المختلفة من برنامج "تعهداتي" بصفة عامة، وتلك المحلية منها بصفة خاصة، وعزز تجسيد إرادة فخامة رئيس الجمهورية في تطوير اللامركزية والحكامة الرشيدة في بلادنا، وزاد من مستوى إشراك المواطنين في تسيير الشأن العام، والعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
وهو ما نجسده اليوم من خلال هذه الورشة، التي نرجو من نتائجها أن تشكل لبنة أخرى تنضاف إلى ترسانة النصوص الحزبية، التي أعددناها حول مختلف القضايا والمواضيع المتعلقة ببرنامج فخامة رئيس الجمهورية، وباعتبار هذه النصوص ذخيرة حزبية نستغلها عند الضرورة، وهو ما يتطلب منكم الإسهام الفعلي والجاد، من خلال إبداء آرائكم وتصوراتكم حول أنجع السبل لتفعيل وتطوير اللامركزية في بلادنا، وذلك وفق مقاربات تنسجم وتوجهاتنا العامة، خدمة لوطننا، واستجابة لتطلعات مواطنينا من أجل العيش الكريم.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وقد ألقت السيدة فاطمة عبد المالك الأمينة التنفيذية المكلفة باللامركزية محاضرة قيمة تناولت فيها مختلف جوانب الموضوع، وعقب عليها السيد سيدي ولد اخليفه، الأمين العام لرابطة العمد الموريتانيين.
يذكر أن هذه الورشة تأتي في إطار الورشات التي قرر الحزب تنفيذها، وهي الثالثة من نوعها، بعد تنظيم ورشتي: تعزيز الوحدة الوطنية والقضاء على كافة مخلفات الرق، و تموقع موريتانيا في شبه المنطقة.