لقد بات جليا للعيان أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حباه الله بقدرة رهيبة على التعامل الذكي و الحاذق مع المشاكل المختلفة و على كافة الصعد و المستويات.
و ليس هذا مجرد كلام إنشائي .بل إنه خلاصة لتقييم أداء سنتين من العمل الوطني الجاد و الحقيقي.
1-لقد ابتدأ صاحب الفخامة مأموريته في ظل استقطاب حاد في المشهد السياسي و الحزبي و تصدع ملحوظ في النسيج الاجتماعي و تنافر بين الجميع ، ولا رابط بين هؤلاء و أولئك ، و إن يمم أحدهم وجهته الى قبلة معينة فإن الآخر سيتوجه لقبلة اخرى!
2- و قد كانت أولى و أخطر التحديات هي جائحة كورونا (كوفيد 19) التي ألقت بثقلها الشديد على العالم بأسره ، و لكنها بالنسبة لبلادنا كانت تأثيراتها أشد و أفدح ، خصوصا في وجود منظومة صحية متواضعة ومتهالكة على أعلى المستويات من حيث عدد الأسرة و القدرة الاستيعابية لحالات التكفل ..الخ .ومع ذلك وضعت الخطط و البرامج الطموحة حتى تحسنت أوضاع قطاع الصحة و تحقق أداء نوعي في كافة جوانب الصحة العمومية و كان بلدنا من أقل البلدان تأثرا بالجائحة و آثارها . و لله الحمد.
3- ثم هناك تحد آخر تمثل في أوضاع الثروة الحيوانية التي كانت مهددة في الصميم بجفاف شامل ماحق في مارس 2020 ، فتم معالجة تلك المشكلة الكبيرة بتوفير الاعلاف الكافية للمواشي ، فحلت الأزمة و رد الخطر!
4- كما وجد فخامته مجموعة كبيرة من الموريتانيين يعانون من الظلم المكشوف الممارس عليهم داخليا و غيرهم مشرد عنوة خارج البلاد ممنوع من دخول الوطن. كل هؤلاء تم إنصافهم برفع الظلم البواح عليهم و تمكينهم من حقوقهم كاملة غير منقوصة.
5- ومن التحديات التي واجهها صاحب الفخامة انه وجد فئات واسعة من الشعب الموريتاني تعاني الهشاشة و قساوة الظروف المعيشية التي زادتها الجائحة فداحة و مرارة ، غير انه تم التعامل الموضوعي المناسب مع هذه الوضعية الصعبة على نحو جنب بلادنا و شعبنا مخاطر مؤكدة على نحو ما حصل في اوقات الجفاف التي جعلت عشرات الالاف من مواطنينا إن لم يكن مئات يهجرون مواطنهم و يفدون الى العاصمة نواكشوط او نواذيبو بسبب الظروف الطارئة التي فتكت بمواشيهم و رمت بهم الى ضواحي هذه المدن في أحوال بالغة السوء و البشاعة.
6- ومن التحديات التي وجد فخامة رئيس الجمهورية أمامه هي اختفاء مؤسسات و شركات وطنية هامة كان يعول عليها في مساعدة المواطنين و تحسين اوضاعهم الحياتية ( سونمكس ، انير ، ..الخ) فوجدها وقد تم تفليسها و تغييبها عن الساحة .. إنها وضعية أشبه بمن يقدم إليه ساندويتش مسموم وعليه أن يحاول النجاة من خطره الوشيك!
7-لقد وجد فخامة رئيس الجمهورية امامه مديونية فلكية تربو على الناتج المحلي الاجمالي الوطني مرتين ، وهي وضعية كارثية من الناحية الاقتصادية و تشى بأن الاحوال بعيد من ان تكون طبيعية بالنسبة لدولة تريد ان تنهض و تمول مشاريعها الاستثمارية . كيف ذلك و صناديقها شبه خاوية.. و لا شك ان من يعمل في مثل هذه الظروف الخاصة هو شخص استثنائي بمعني الكلمة.
و كان اكبر ما عول عليه صاحب الفخامة ، بعد توفيق الله سبحانه و تعالى، هو الأمل المتمثل في دعم شعبي غير محدود لبرنامج فخامته.
وهو امل متجدد و يكبر مع الزمن و تطلعات مشروعة و بلا حدود .
و لكن يجب على المواطنين وهم يضعون ثقتهم المستحقة في فخامة رئيس الجمهورية أن يدركوا حجم التحديات التي اشرنا إلى عينات منها ، و ليطمئنوا أن العمل مستمر من أجل حل أغلب - إن لم يكن كل - المشاكل التي يعانون منها بأفضل المقاربات و اجدى الحلول و أنجعها .
ومن شأن وعي ذلك أن يجعلنا ننظر بتقدير لما يبذله فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يعمل على بذل اقصى جهد ممكن للاستجابة لنداء المواطنين ورفع التحديات التي يكابدونها ، و ذلك لتحسين الأوضاع المعيشية لهم اينما كانوا و في أي زاوية من زوايا الوطن.
و يجب ألا ندع اليأس يقترب منا ، بل إن الايمان بالله سبحانه وتعالى اكبر من ذلك و الثقة في جهد و رؤية فخامة الرئيس هي التي تمنحنا مزيدا من القدرة على العطاء و إنجاز ما ينفع الناس و يمكث في الارض.
المصطفي الشيخ محمد فاضل