سطوةُ المادياتِ أفسدت جوهرَ الأشياء، والتقليدُ الأعمى أفقد الأحداثَ خصوصيتَها وعفويتَها.
في سياقِ المركزياتِ المُسيطرةِ على المجتمع الموريتاني وفي الثقافة العالمة تحديدا، ظهرت قوانين عُرفية، هيمنت على طقوس الأعراس، من قبيل "السَّلام ؛ امروق اسبوع ؛ الواجب؛ " المادي المجحف بالبعض والمُحللِ اجتماعيا؛ بعد الانتقال من مجتمع البادية المثالي المتصالح مع ذاته، إلى مجتمع "الآيفون" بعيون تتزايد عاما بعد عام، دون أن يتغير جوهر الخدمة الأساس.
أيضا المهرُ أو الصداق، انتقل من ربع الدينار الوارد في الأثر، إلى مليون دينار بقوانين المجتمع وأعرافه، التي تلاشت بعد رحلة النزوح الإجباري، من البادية إلى فضاءات العواصم، والمظاهر الزائفة.
في أدبيات المنطق الاقتصادي، أن الأمور الاجتماعية، و خاصة في ركنها الضيق المتعلقِ بالزواج، تتلخص في امتلاك الرجل لسكن لائق أولا ثم الاتفاق مبدئيا على نمط العيش وتكاليفه وبنوده.
الإشكال اللافت في القضية أن "إكسسوارات" الزفاف اللصيقة بالمهر كالهاتف مثلا تحددها عادة نسوة لا علاقة لهن بطرفي الزواج "المرأة والرجل".
الإجحاف والظلم والإكراه المادي؛ ثلاثية مسلطة على رقاب الرجالِ الطامحين للزواج من الطبقات المتوسطة في المجتمع حيث التقليدي الأعمي للطبقة العليا والتمظهر الزائف والإنفاق تحت عيون الآيفون الثلاث، وإغفال العين الرابعة التي تفتح"ما بعد الزواج".
الصحفي والمدون: أحمد اسلمو