تزامنا مع انطلاق الحملة الوطنية الثانية للتلقيح في منتصف شهر أغسطس الماضي، أثار لقاح "جونسون إند جونسون"الأمريكي جدلا واسعا بين الموريتانيين بسبب فيديو - تبين لاحقا عدم صحته- زعم أن أمريكا تخلصت من مئات آلاف الجرعات نتيجة مشكلة في التخزين وربط البعض بين ما ورد في الفيديو وبين 300 ألف جرعة من اللقاح أهدتها امريكا لموريتانيا ضمن مبادرة كوفاكس.
الأمر الذي جعل البعض يتخوف من اللقاح كآمنة بنت عبد المالك"40سنة" التى توجست خوفا من التلقيح بشكل عام، ومن لقاح جونسون، بشكل خاص.
تقول آمنة "لم أكن مترددة في البداية عن التلقيح،لكن الضجة الإعلامية التي تداولت مخاطر لقاح "جونسون"جعلتني أرفض فكرة التلقيح نهائيا،لأن القضية ليست مجرد نقاش عابر على مواقع التواصل الاجتماعي،فقد تداولتها وسائل إعلامية دولية كبيرة كقناة الجزيرة."
وتضيف آمنة:
لم أعد واثقة بشأن اللقاحات بشكل عام،فهناك شائعات تقول أن الملقحين سيلقون حتفهم بعد عامين من التلقيح،وهذا الأمر مقلق بالنسبة لي ."
تخوف الموريتانيين من لقاح جونسون ليس مبنيا على سبب علمي مؤكد،بحسب المختصين
وإنما هو مجرد خوف ينتابهم عند ذكر الأوبئة والتلقيح ضدها.
الأمر الذي حدا بوزارة الصحة الموريتانية إلى تنظيم عدة حملات لتنفيذ الشائعات المتعلقة باللقاح ودفع المواطنين إلى الإقبال عليه
الإعلامي أحمدن ولد سيدي أحمد يرى أن
عزوف الكثيرين عن تلقى جرعات اللقاح المضاد "
لكورونا ، نابع من انعدام ثقة المجتمع في المؤسسات الدولية ، إضافة إلى الضبابية جدوائية الدواء نفسه فقط تطال أيضا طبيعة المرض ونشأته وحتى خصائصه ، فضلا عن كون البعض لا يرى ضرورة لتلقي هذا اللقاح ."
وزارة الصحة الموريتانية، وبدورها، كثفت حملاتها من إجل إقناع المواطنين بالإقبال على مراكز التلقيح، وتقول أن لا وجود لأي خطر في لقاح جونسون أو لقاحات أخرى،وتؤكد أن خطر مضاعفات كورونا،مصير لم يتلقى اللقاح.
"سيمة منت مامون"مسؤولة حملة التلقيح بوزارة الصحة، في ولاية نواكشوط الغربية،قالت في تصريح صحفي لها حول جدلية لقاح جونسون:
"لا وجود لأي خطر في لقاح جونسون، وقد أثبت فاعليته في أكبر المختبرات العالمية، والحكومة الموريتانية،واثقة من فعاليته، ولوكان له مخاطر،لمنعته منظمة الصحة العالمية،ورفضته الحكومة الموريتانية"
وتضيف سيمة:
"منذ بداية الحملة الوطنية للتلقيح، لم نشهد أي حالة إغماء أو ضعف، جرّاء لقاح جونسون،وهذا دليل واضح على نجاعته ضدّ الفايروس،أدعو جميع المواطنين إلى مراكز التلقيح، وليكونوا مطمئنين،ووزارة الصحة واثقة من نجاعته ضدّ فايروس كورونا ومن اللقاحات الأخرى."
وبين القلق والشائعات،استجاب العديد من المواطنين للحملة الوطنية للتلقيح، بغض النظر عن نوعية اللقحاح،كوسام عبد الله، الذي تلقح من لقاح "جونسون"قبل شهرين،ويؤكد أنه بصحة جيدة حتى الآن.
يقول وسام عن تجربته مع "جونسون":
"لم ينتابني أي قلق أو تخوف من لقاح جونسون، تلقيت جرعته في الأيام الأولى من انطلاق الحملة الوطنية الثانية للتلقيح، صحيح أنني تعرضت لوعكة صحية استمرت لمدة يومين،لكن ذلك كان نتيجة للتعب جرّاء العمل".
ويضيف وسام:
"أنا الآن بصحة جيدة ولم أشعر بأي تمزق في العضلات كما يقال.
فضّلت لقاح جونسون لأنه جرعة واحدة عكس اللقاحات الأخرى،ولو كان فيه أي خطر لما استخدمته الجهات المعنية."
وزارة الصحة ،وبعد انقضاء الحملة الثانية للتلقيح، أعلنت أن عدد المطعمين ضد فيروس كورونا المستجد بلغ 423 ألفا 672 شخصا، بين لقاحات"جونسون وسترازيننكا والصيني"وأكدت أن عملية التطعيم لا تزال ضعيفة ولم تتجاوز 16في المائة من السكان.
أمر يراه مراقبون يعود إلى التخوف والقلق من التلقيح.
تم نشر هذه المادة بدعم من JDH/JHR-صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا
محمد محمود السيد يوسف