العاهل المغربي يشيد بالمشاركة الواسعة للأقاليم الجنوبية في الانتخابات الأخيرة (قراءة في الخطاب)

الوئام الوطني : عبر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عن إشادته بالتنظيم الجيد، والأجواء الإيجابية، التي مرت فيها الانتخابات الأخيرة، "وبالمشاركة الواسعة التي عرفتها، خاصة في أقاليمنا الجنوبية".

وأوضح الملك محمد السادس، في خطاب ألقاه اليوم عن بعد بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية الحادية عشرة، أن هذه الانتخابات كرست "انتصار الخيار الديمقراطي المغربي، والتداول الطبيعي على تدبير الشأن العام"، مشيرا إلى أن الأهم "ليس فوز هذا الحزب أو ذاك، لأن جميع الأحزاب سواسية لدينا"، بحسب تعبيره.

الخطاب الملكي السامي اشتمل على ثلاثة أبعاد رئيسية.

 البعد الأول هو تعزيز مكانة المغرب، والدفاع عن مصالحه العليا، حيث نبه جلالة الملك أن ذلك المجهود الجبار والموفق جاء في ظرفية مشحونة بالعديد من التحديات والمخاطر والتهديدات، خاصة تلك المتعلقة بالأزمة الوبائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19.

إن تلك الجائحة، يضيف جلالة الملك، أبانت عن "عودة قضايا السيادة للواجهة، والتسابق من أجل تحصينها، في مختلف أبعادها، الصحية والطاقية، والصناعية والغذائية، وغيرها، مع ما يواكب ذلك من تعصب من طرف البعض".

لقد أوضح الخطاب حجم ونوعية وفعالية الاجراءات التي قام بها المغرب في هذه الظرفية الحرجة، والتي مكنته "من تدبير حاجياته، وتزويد الأسواق بالمواد الأساسية، بكميات كافية، وبطريقة عادية"، في حين سجلت العديد من الدول اختلالات كبيرة، في توفير هذه المواد وتوزيعها، كما أفاد جلالة الملك.

أما البعد الثاني، الذي تناوله الخطاب الملكي السامي، فهو ما حققه المغرب من تدبير للأزمة الوبائية، ومواصلة إنعاش الاقتصاد، منبها إلى الكثير من المكاسب التي تحققت، "في حماية صحة المواطنين، وتقديم الدعم للقطاعات والفئات المتضررة"، حيث "قامت الدولة بواجبها، في توفير اللقاح بالمجان، الذي كلفها الملايير، وكل الحاجيات الضرورية، للتخفيف على المواطن من صعوبة هذه المرحلة".

لكن جلالة الملك أكد في خطابه أن الدولة "لا يمكن أن تتحمل المسؤولية مكان المواطنين، في حماية أنفسهم وأسرهم، بالتلقيح واستعمال وسائل الوقاية، واحترام التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية".

وبرغم الجائحة، التي أصابت الاقتصاد العالمي في نقتل، وبفضل التدابير التي أطلقها الملك محمد السادس، فقد أوضح الخطاب أنه "من المنتظر أن يحقق المغرب، إن شاء الله، نسبة نمو تفوق 5.5 في المائة سنة 2021. وهي نسبة لم تتحقق منذ سنوات، وتعد من بين الأعلى، على الصعيدين الجهوي والقاري".

أما البعد الثالث، الذي تناوله الخطاب الملكي السامي، فيتعلق بالتنزيل الفعلي للنموذج التنموي، وإطلاق مجموعة متكاملة، من المشاريع والإصلاحات من الجيل الجديد، حيث ذكَّر جلالة الملك "بأن النموذج التنموي ليس مخططا للتنمية، بمفهومه التقليدي الجامد، وإنما هو إطار عام، مفتوح للعمل، يضع ضوابط جديدة، ويفتح آفاقا واسعة أمام الجميع".

وأضاف أن "الميثاق الوطني من أجل التنمية"، يشكل آلية هامة لتنزيل هذا النموذج؛ باعتباره التزاما وطنيا أمامنا، وأمام المغاربة، ويفتح آفاقا واسعة، أمام عمل الحكومة والبرلمان، بكل مكوناته.

ولم يغفل الخطاب تذكير الحكومة الجديدة بالمسؤولة عن "وضع الأولويات والمشاريع، خلال ولايتها، وتعبئة الوسائل الضرورية لتمويلها، في إطار تنزيل هذا النموذج"، مشيرا إلى أن الحكومة "مطالبة أيضا، باستكمال المشاريع الكبرى، التي تم إطلاقها، وفي مقدمتها تعميم الحماية الاجتماعية، التي تحظى برعايتنا".

ولأن الوضع الصحي المرتبط بجائحة كوفيد-19 لا يزال مقلقا على المستوى العالمي، فقد شدد الملك محمد السادس على أنه ينبغي "القيام بتأهيل حقيقي للمنظومة الصحية، طبقا لأفضل المعايير، وفي تكامل بين القطاعين العام والخاص"، قائلا إن هذا "هو نفس المنطق، الذي ينبغي تطبيقه، في تنفيذ إصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية، والإصلاح الضريبي، وتعزيزه في أسرع وقت، بميثاق جديد ومحفز للاستثمار".

وبموازاة ذلك، يضيف جلالة الملك، "يجب الحرص على المزيد من التناسق والتكامل والانسجام، بين السياسات العمومية، ومتابعة تنفيذها"، داعيا "لإجراء إصلاح عميق للمندوبية السامية للتخطيط، لجعلها آلية للمساعدة على التنسيق الاستراتيجي لسياسات التنمية، ومواكبة تنفيذ النموذج التنموي، وذلك باعتماد معايير مضبوطة، ووسائل حديثة للتتبع والتقويم".

وفي نهاية خطابه السامي، نبه الملك محمد السادس الحكومة والبرلمان، والأغلبية والمعارضة، إلى أنهم "مسؤولون مع جميع المؤسسات والقوى الوطنية، على نجاح هذه المرحلة، من خلال التحلي بروح المبادرة، والالتزام المسؤول"، مطالبا إياهم إلى أن يكونوا "في مستوى هذه المسؤولية الوطنية الجسيمة، لأن تمثيل المواطنين، وتدبير الشأن العام، المحلي والجهوي والوطني، هو أمانة في أعناقنا جميعا"، على حد قول جلالة الملك.

.............................................................

وكالة الوئام الوطني للأنباء 

جمعة, 08/10/2021 - 20:37