وكالة الوئام الوطني : (افتتاحية) منذ اليوم الأول لتسلم رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، مقاليد السلطة قبل أكثر من عامين، حرص على اختيار طاقم مميز عهد إليه بتنزيل برنامج "تعهداتي" الطموح والموسع.
ورغم أن الطاقم الوزاري تم تشكيله بعناية فائقة، حيث ضم العديد من الكوادر التي شهد القاصي والداني بكفاءتها وخبرتها، إلا أن الحكومة تخضع لمراقبة الرئيس التي ينتج عنها تعديل وزاري كلما اقتضت الضرورة.
غير أن وكلاء في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لمعارضي النظام من مافيات الفساد، فضلوا توجيه سهام الغدر إلى ثلاثة من خيرة أركان النظام، هم مدير ديوان الرئيس محمد أحمد ولد محمد الأمين، ووزير الداخلية واللا مركزية محمد سالم ولد مرزوگ، وقائد الأركان العامة للجيوش الفريق محمد ولد مگت.
لقد رأى المرجفون في المدينة هؤلاء الرجال الثلاثة بمثابة الحصون التي لا يمكن النيل من النظام بدون اختراق سمعتها الطيبة، والتشكيك في أدائها المتميز.
فمدير الديوان يتميز بالصرامة والصراحة، والحرص على توصيل واقع الناس كما هو لرئيس الجمهورية دونما حجب أو تزييف، وهو بذلك ينقل الرئيس من قلب أسوار القصر إلى العيش في الأكواخ والأزقة والشوارع، وفي المدن والقرى النائية، وهو ما يتجلى في خطابات الرئيس وتصريحاته وتوجيهاته ومتابعته الدقيقة للبرامج التي أطلقها خدمة للمجتمع وللطبقات الهشة على وجه التحديد.
لقد أغاظ ذلك الناقمين على الرئيس الذين أرادوه شخصا معزولا في برج عاجي لا تصل الصرخات إلى مسامعه، ولا تصل برامجه المستهدفين.
لذلك كانت السهام موجهة لمن وضع الرئيس في صورة المشهد العام للدولة، ألا وهو مدير الديوان محمد أحمد ولد محمد الأمين.
أما الهدف الثاني لوكلاء معارضي النظام فهو وزير الداخلية واللا مركزية، باعتباره اللاعب الأبرز على مسرح الأمن الداخلي، فلم يساوم ولم يجامل ولم يتراخ في سبيل أن ينعم الكل بالأمن، مهما كلفه ذلك من متابعة وسهر وتعرض لسهام النقد غير المبرر.
لقد أفشل وزير الداخلية كل المخططات الاجرامية التي نسجها هؤلاء في الظلام.
كما يحرص هؤلاء الصيادون في المياه العكرة على إدراج اسم القائد العام للجيوش في قائمة أهدافهم باعتباره رجل دولة من العيار الثقيل، حيث الحرص على تطوير وتكوين الجيش، وإمداده بأحدث الأسلحة والوسائل اللوجستية، وما نتج عن ذلك من أمن الحدود واحترام الجيران وتثمين المجتمع الدولي.
إن معارضي النظام، رغم أنهم مجموعة أفراد مشتتين لا يجمعهم حزب ولا تربطهم صلة من أي نوع كان غير الحقد والحسد والتباكي على ماض لن يعود، يدركون جيدا أن مدير الديوان ووزير الداخلية وقائد أركان الجيوش هم حصون النظام التي لا قبل للوصول إليه ما دامت قائمة تؤدي دورها الجمهوري بكل أمانة وثقة وحكمة، ولذلك تم توجيه السهام نحوهم دون أن يدرك هؤلاء معنى قول الشاعر:
يا ناطح الجبل الأشم بقرنه ~ رفقاً بقرنك لا رفقاً على الجبل.
وكالة الوئام الوطني للأنباء