بدأت عصابة ولد عبد العزيز في الأسابيع الماضية ، حملة إعلامية مكثفة مكشوفة الملامح رغم محاولاتهم إعطاءها وجها وطنيا بريئا بعيدا عن حقيقتها مكشوفة السخافة و التوقيت و التخطيط و التنفيذ..
تتقفى هذه الحملة خريطة مأساة عزيز و تعبر عن جهل عصابته و جبن ألاعيبهم و انحطاط أساليبهم ..
المعارضة الموريتانية ذات الشرعية التاريخية اليوم ، في أوج عطائها و قوتها و دهائها و لن تساهم في أي عمل أو ضغط تستفيد منه عصابة عزيز و لن تعطي أي فرصة للنظام لاتهامها بعرقلة أدائه . و هي حاضرة في المشهد بآرائها و انتقاداتها و توجيهاتها و باختلاف طيفها و تشعب رؤاها و هدوء و نزق طرحها..
و قد استطاعت بمهارات عالية ، بمثل هذا التوجه و السلوك، أن تكشف كل من لهم أي صلة مخفية أو معلنة بعزيز، فتحول زئيرهم إلى مواء و تحولت زعاماتهم إلى مهرجين يتندر بغبائهم الجميع..
و قد أصبحت هذه المعارضة تشكل عقدة حقيقية لعصابة عزيز أكثر من النظام ، فلا هم يستطيعون جرها إلى ميدان ألاعيبهم و لا هم يستطيعون تحريك الشارع من دونها حتى لو ركبوا أعتى خيولهم و غمروا الساحة بما اختلست أياديهم الآثمة من أموال الشعب..
كل من يتهجمون اليوم على المعارضة الشرعية (أحزابا و رجالا و جماعات) و يتهمونها بالذوبان و التخلي عن مبادئها و دورها ، يركبون موجة عزيز بوعي أو بغير وعي و يرددون خطابه بجهله أو جهلهم أو حقده أو حقدهم ..
لم يستطع ولد عبد العزيز أن يدير النظام و هو متربع على عرش الحكم فكيف يدير صراعا مع نظام يحتقره و هو في زنزانته؟
لم يستطع ولد عبد العزيز بعد إثني عشر سنة من الحكم و نهب كل ممتلكات البلد أن يترك صديقا وفيا له ، فكيف يصنع ثورة من الأوفياء له و هو في زنزانته؟
لا شك أن ثروة ولد عبد العزيز تسيل لعاب ضعفاء النفوس ممن لا يعرفون حقيقته ، لكن مخطئ من يعتقد أن النقود يمكن أن تصنع رجالا من ضعاف النفوس ، هذا إذا وجدت أصلا لا سيما أن يكون دونها خرط عزيز !!
النظام القائم لم يجد دولة بل وجد ركام دولة كل ثروتها في أيادي أعدائها و منحرفيها ، تحاصرها الديون الخارجية و الداخلية ، ممزقة اللحمة بفعل فاعل و بلا إدارة و لا أمن و لا أي مرتكز استقرار ، فارتأى أن يتخذ منهجا يخالفه الكثيرون ، لمعالجة وضع لا نملك مثله، كل أسراره و لا ندرك مثله، كل مخاطره ..
فما أسهل اليوم أن نحمل النظام نصف أخطاء عزيز بكل أريحية ..
ما أسهل اليوم أن نخلط أوراق الفساد بكل سهولة..
ما أسهل اليوم أن نصنع صورة معاكسة لكل حقيقة بأقل قدر من مهارة ..
ما أسهل اليوم أن نصنع صورة طبق الأصل لكل موقف نبيل من أكبر كذبة..
من صفحة : سيدي علي بلعمش