افتتاحية الوئام : العصرنة والنماء: عنوان العهد الغزواني

افتتاحية الوئام : يطل عيد الاستقلال، باسمًا هذه المرة، لأن شعب بلاده أضحى بإمكانه أن يستعد لعهد النماء والعصرنة. يتجسد النماء في تمكين المواطنين، الأضعف، من سبل العيش من خلال عمليات توزيع المال نقدًا لأول مرة في تاريخنا، ومن خلال التمويلات التي تقدمها "تآزر" هنا وهناك على مستحقيها بغطاء مالي غير مسبوق، ومن خلال تحديث الإدارة وتسريع وتيرة عملها كسبًا للوقت، ومن خلال محاربة البيروقراطية البطيئة في الملفات الإدارية والقضائية، ومن خلال الإصلاحات الكبيرة في مجالات الصيد والمعادن، ومن خلال توفير الصحة والماء والنقل والاتصالات للمنقبين عن الذهب في الفيافي الموريتانية المترامية.

أما عن العصرنة، فإن بلادنا تدخل، لأول مرة، ركب البلدان المتحضرة من خلال ثلاثة جسور وسط العاصمة (جسر باماكو، وجسر مادريد، وجسر الحي الساكن)، ومن خلال الجسر الثنائي الرابط بين موريتانيا والسينغال. تنضاف إلى ذلك عمليات تعبيد وتجصيص وتوسيع الطرق والشوارع، ومحاربة مظاهر الأعرشة المشينة في الأحياء الراقية، وهدم المنازل الواقعة في الساحات العمومية.

العصرنة والنماء: شكّلا العنوان العريض لسياسات الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني، فبهما أعلن ترشحه، ومنهما استمد شعبيته، ولهما أمضى ثلث مأموريته متحديا، في سبيل تحقيقهما، ظروفا اقتصادية دولية بالغة التعقد إذ وقف وباء كورونا درعا منيعا أمام كل البرامج التنموية الكبيرة في أعتى الدول.

وإذا ما أخذنا في الاعتبار ما تحقق على يد نظام الرئيس غزواني من نجاحات دبلوماسية عظيمة، على الصعيد الدولي والقاري والإقليمي، وفي الخليج العربي، وعلى المحافل الدولية، وإذا ما أخذنا في الحسبان ما تحقق من تهدئة وطنية على المستوييْن السياسي والحقوقي، فسنفهم، دون عناء، أن النظام الحاكم إنما يقوم بكل ذلك تكنيسًا للطريق أمام عمليتيْ النماء والعصرنة اللتين كانتا وستبقيان شغله الشاغل.

بعد أشهر قليلة، ستكون حركة المرور سالكة في العاصمة نواكشوط وبين موريتانيا والسينغال، وبعد أشهر قليلة ستتغير واجة العاصمة بجسورها الشامخة الجميلة، وبعد أشهر قليلة ستتوحد برامج مدارسنا إيذانا بإصلاح تربوي أعاق غيابه تقدم البلاد لعقود، وبعد أيام قليلة ستبدأ عمليات الاستصلاحات الزراعية الكبيرة وتنتهي الأشغال في العديد من السدود، وبعد أشهر قليلة سيكون بمقدور المؤسسة الوطنية للألبان أن تغذي السوق المحلي بعشرة أطنان من اللبن يوميا أي أنها ستوفر للبلاد مبلغ 86 مليون دولار سنوية كانت تُدفع في استيراد الألبان الأجنبية.

كل ذلك جاء اقتناعا من الرئيس الحالي بأن عمليتي العصرنة والنماء لابد لهما من مقدمات من العمل الجاد على شتى الأصعدة، وهو ما تم بالفعل.

إن من حق الموريتانيين أن يحتفلوا هذه المرة بعيد استقلالهم لأنهم يحسون الآن، أكثر من أي وقت مضى، أنهم مستقلون بمواردهم، ومستقلون بقرارهم، ومستقلون بآلياتهم، وأنهم يعيشون في ظل دولة تهتم بهم وتحميهم وتضع أرقى التصورات الإصلاحية لأضمن مستقبل عصري وتنموي. فإلى الأمام، وكل عيد ونحن بخير.

 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباءء 

سبت, 27/11/2021 - 17:57