الوئام الوطني : بمناسبة كل الأحداث ذات الصلة بالثقافة والعمل الحكومي، يتكشف للرأي العام الوطني أن وزير الثقافة والشباب والرياضة، الناطق باسم الحكومة، السيد المختار ولد داهي، يستجيب للمعايير المهنية والفكرية والسياسية الضرورية لشغل منصب بحجم وزارة متشعبة وحساسة.
إنجازات متتالية على أرض الواقع، ورؤية ثاقبة لتطوير الحقل الثقافي والإعلامي، ودفاع منطقي وناضج عن توجهات النظام. تلك هي السمات البارزة للوزير ولد داهي.
فعلى مستوى مهرجان المدن التاريخية الذي سيقام في الفترة ما بين 10 و14 من الشهر الجاري، أطلق الوزير إصلاحات جذرية حولت التظاهرة، من حيث الاسم والشكل والفحوى، من مجرد روتين سنوي باهت، يعيد تكرار نفسه برتابة مملة، إلى مهرجان لـ"مدائن التراث" الموريتاني، يستنطق ماضيها، ويحلل حاضرها، ويطور منشآتها لتتمكن، في المستقبل، من الديمومة والاستمرار. لقد أصر الوزير على انتقاء الفرق الموسيقية، واختيار المشاركات الشعرية حسب التزامها، وتنويع المشاركات لتكون جامعة وممتعة. كما خصص ما يناهز 3 مليارات أوقية لإنجاز مشاريع تنموية في مدينة وادان التي تحتضن النسخة الحالية.
هذا البعد التنموي بدا ملحا لأنه ظل غائبا على مدى السنوات الفارطة وفي كل نسخ المهرجان. أما اليوم فسيتم شق الطرق في ودان لفك العزلة عنها، ويتم توفير المياه العذبة فيها، إضافة إلى تعزير شبكة الاتصالات. كما سيتم وضع الحجر الأساس لسدين لزراعة النخيل، مع استصلاح 100 هكتار، إلى جانب بناء بعض المرافق التعليمة، ومركب شبابي يضم ملعبا وفضاء ثقافيا. إضافة إلى أن المهرجان، هذه السنة، سيشهد بعدا دبلوماسيا جديدا، إذ سيتم بناء مخيم بجانب المدينة يدعى له كافة السلك الدبلوماسي في البلد، أما في المجال السياحي فسيتزامن الموسم السياحي لهذا العام مع تاريخ المهرجان.
وفي إطار مساعيه الإصلاحية، عمل وزير الثقافة جاهدا لتحصل الصحافة الموريتانية على "دار" كما هو حال الصحفيين في البلدان المجاورة. وبالفعل تضمن مشروع ميزانية 2021 تخصيص مبلغ 130 مليون أوقية قديمة لاقتناء هذه الدار التي خصصت لها الحكومة قطعة أرضية من 2000 متر مربع في مقاطعة تفرغ زينة بولاية نواكشوط الغربية.
وكان معرض "أكسبو دبي 2020" قد شهد على النجاحات الباهرة لوزير الثقافة المختار ولد داهي الذي استخدم كل وسائل الإقناع لجر المستثمرين الأجانب والإماراتيين إلى استكشاف الميزات التفضيلية الكبرى للاستثمار بموريتانيا. مؤكدا أن بلاده تحوي مخزونا كبيرا من المعادن النادرة، ومن الموارد البحرية، والأراضي الزراعية، ومصادر الطاقة المتجددة، مع كل الضمانات والتحفيزات الجمركية والجبائية والقانونية الكفيلة بضمان نشاط استثماري مربح.
هكذا، على كل الجبهات، نجد وزير الثقافة يتحرك بحيوية وجدية تقتضيهما متطلبات العمل الحكومي الذي يفسده الخمول. فخرجاته، كناطق باسم الحكومة، تعطي الانطباع بأنه يعرف دوره ويقوم به على أحسن وجه.
"إن محاربة الفساد شعار مبدئي في هذه المرحلة، وليس انتقائيا، وهو مبني على عمل مؤسسي، عكس ما كان موجودا في المرحلة السابقة". تلك إحدى خرجاته الموفقة التي رد بها على المتقولين من أعداء النظام الجديد ومن عبَدَة العشرية السوداء. وبغية المضي في درب محاربة الفساد، أكد الوزير أن "عدد أفراد المفتشية العامة للدولة سيزداد بـ 50%": ما يعني أن النظام سيواجه هذه الظاهرة المشينة بكل الوسائل والآليات القانونية تطبيقا لما جاء على لسان رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال، من "ضرورة تفعيل آليات محاربة الفساد".
إن المرحلة، المتسمة بالتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا والمتميزة بتحرك عشاق العشرية السوداء على عدة مستويات، تتطلب وزراء نشطين، يسهرون على تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، ويطبقون برنامجه الانتخابي، ويدافعون عن سياساته، ويتركون الأثر الإيجابي في قطاعاتهم ويتعاطون بلباقة وحكمة وصدق مع الرأي العام، تماما مثل وزير الثقافة المختار ولد داهي.
هيأة تحرير وكالة الوئام الوطني للأنباء