تنظيم ندوة ومعرض للمخطوطات العربية النادرة بالمركز الثقافي المغربي في نواكشوط / صور

نظم الأستاذ عبد الله بلال مدير ومؤسس دار المخطوط العربي بالتعاون مع المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء اليوم نشاطا ثقافيا حول دور المخطوطات العربية في توطيد العلاقات الموريتانية المغربية.

وعلى هامش التظاهرة أقيم معرض احتوى على عناوين لمخطوطات عربية قديمة شهدت إقبالا من طرف رجال الفكر والثقافة والتاريخ والأدب، حيث 
تجول الباحثون في أروقة المعروضات، معبرين عن إعجابهم بالمعرض وما حواه من مخطوطات وكتب ووثائق شديدة الندرة والتميز.

كما تم عرض فلم وثائقي قصير يحدد اهتمامات الأستاذ المحاضر مؤسس دار المخطوطات العربي حول تجربته وإسهاماتها في تحقيق ما توصل إليه.

مدير المركز الثقافي المغربي سعيد الجوهري رحب في مستهل كلمته بالحضور، وقال إنه بعد الاطلاع على ما يزخر به هذا المعرض من نفائس نادرة ومتنوعة في موضوعاتها والتي تم جمعها بجهود جليلة من الأستاذ والأديب عبد الله محمد بلال، مقدما للحاضرين نبذة عن المحاضر الذي يتميز بكونه
أحد الأطر الموريتانية المهتمة بالمخطوطات، وهو أيضا عضو في مؤسسة الشيخ سيديا الإسلامية الثقافية الموريتانية، وأيضا عضو في رابطة ملاك المخطوطات العربية الإسلامية التي تقدم عدة خدمات من بينها القراءة والترميم والفهرسة والتصوير، وقد عاد إلى موريتانيا مؤخرا من دولة الإمارات العربية المتحدة التي كان يقيم بها لعدة سنوات، قائلا إن الباحث ولد محمد بلال حفظ القرآن الكريم على يد علماء أجلاء رافق العديد منهم، وحصل على الكثير من المعارف، وقد انشأ هذه الدار من أجل مواصلة الدور الثقافي في موريتانيا بحكم هوايته، حيث كان يجمع المخطوطات منذ الصغر، وقال إن الدار التي تأسست 2010 تضم اليوم 2700 مخطوط تمثل الثقافة العربية الإسلامية من بينها 500 مخطوط من نوادر المخطوطات العربية الإسلامية من ضمنها أقدم نسخة لصحيح البخاري ومخطط الكشاف بخط الزمخشري ومخطوطات في علوم القرآن ومخطوطات في السيرة ومصاحف جيدة ومخطوطات في التاريخ  ومخطوطات بخطوط علماء أجلاء في الفن الجميل.

بدوره ألقى الأستاذ المحاضر عرضا استهله بإسداء الشكر للمركز  الثقافي المغربي إدارة وعمالا على ما لمس منهم من تعاون واهتمام، كما تطرق في محاضرته لمحاور من أبرزها أهمية المخطوط المغربي الموريتاني في الحفاظ على التراث الإسلامي، تتويجا لعلاقات وثيقة بين البلدين ظلت تربط بينهما على مر التاريخ، بشكل نشط نتيجة لروابط التواصل المعرفي والروحي بين اعلام البلدين وروح التأثر والتأثير المتبادل بينهما. 

وتناول ايضا الدور المغربي المشهود في تزويد المكتبات الشنقيطية بالتصانيف المعرفية القديمة والوسيطة والتي شكلت منهاجا مقبولا لدى المحاظر الموريتانية.

كما تطرق أيضا إلى عمق العلاقات التي ربطت الملوك والسلاطين في المملكة المغربية مع علماء وأدباء أرض شنقيط، حيث كانوا محل الحظوة والتقدير والتبجيل من طرف الملوك العلويين، دون أن يغفل الروابط الفكرية والسوسيولوجية والروحية بين البلدين والتي تظهر بوضوح تام الانسجام الروحي والعقدي الفقهي بين البلدين هذا فضلا عن التداخل المجتمعي.

وقبل أن يختتم الباحث محاضرته أشاد بالخزانة الملكية المغربية التي تشكل مرجعا زاخرا بكل الوثائق والمخطوطات النادرة والقديمة.

وشهدت المحاضرة مداخلات أجمعت على أهمية هذه المبادرة وهذا الاهتمام بالمخطوطات العلمية، وشكروا للمركز الثقافي عنايته القصوى بهذه المجالات والتي تغني الحياة الثقافية وتضفي عليها الجدية والنشاط وهو ما يعبر عنه بوضوح حجم ونوعية الحاضرين.

ثلاثاء, 21/12/2021 - 00:20