افتتاحية/ القضاء يدحض تلفيقات المرجفين.. ويغلب الجانب الأخلاقي والإنساني

حرص القضاء الموريتاني، ومنذ اليوم الأول للوعكة الصحية التي ألمت بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، على انتهاج سياستين ظلتا متلازمتين طيلة فترة حجز المعني في المستشفى العسكري، ولاحقا في مستشفى القلب، وهما الحرص على سلامته من خلال إصدار مذكرة بتشكيل فريق طبي متكامل للسهر على علاجه مع التكفل بكل ما يتطلب، والشفافية في التعاطي مع الرأي العام بخصوص وضعه الصحي.

لقد كان الأمر الأول محل إشادة من طرف كريمة الرئيس السابق، أسماء بنت عبد العزيز، التي تم السماح لها كمرافقة لوالدها نيابة عن أسرته، في حين تطابقت تصريحاتها مع البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة المستشفى ووزارة العدل.

لقد تصرف القضاء، منذ اللحظة الأولى، على أساس ما تمليه تقديرات الأطباء، وما انطوت عليه طلباتهم، وما تضمنته إجراءاتهم من فحوص وعمليات وحجز ومراقبة، دون أن تكون للنيابة العامة كلمة خارج ما تمليه المسطرة الطبية.

ولأن الرئيس السابق قد تماثل للشفاء بشهادة ابنته، وبما تضمنه التقرير الطبي الختامي للفريق الطبي المنتدب للإشراف على الحالة الصحية له، الذي أوصى بأن الحالة الصحية له تقتضي في الوقت الحالي "نمط حياة هادئ ورتيب خال من مسببات القلق والضغط النفسي" مع حمية غذائية خاصة، فقد قامت النيابة العامة بدراسة محتوى التقرير، وتعاملت معه من الزاوية الأخلاقية والإنسانية التي يسعى البعض لطمسها من خلال الشائعات المغرضة والإرجاف المبيت.

وبناء على التقرير الطبي النهائي، والمتعلق بالوضع الصحي للرئيس السابق، المتهم في قضايا فساد، أصدرت وزارة العدل بيانا وصفت فيه النيابة العامة بالخصم الشريف في الدعوى العمومية، مشيرة إلى أنها "تحرص على سلامة المتهمين وصحتهم وحقوقهم حرصها على مكافحة الجريمة وتطبيق القانون".

لقد أظهرت النيابة العامة، بحق وبصدق، أنها خصم شريف، وذلك حينما تقدمت إلى قطب التحقيق بطلب الإفراج المؤقت عن المتهم، لظروفه الصحية الحالية، مع وضعه تحت مراقبة قضائية وطبية.

إن استجابة القضاء لتوصيات الفريق الطبي تعتبر سابقة في تاريخ البلد، وقطعا لألسنة المرجفين الذين يخلقون الشائعات ويتداولونها عبر منصات إطلاقها المختلفة، وهي فضلا عن كل ذلك، تغليب للجانب الأخلاقي والإنساني في التعاطي مع المتهم الأبرز، والأقل تعاطيا مع المحققين، في ملفات فساد كبرى طبعت العشرية التي كان فيها الآمر الناهي. 

 

وكالة الوئام الوطني للأنباء

 

سبت, 08/01/2022 - 00:48